responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 142
{وَالَّذين كذبُوا بِآيَاتِنَا} بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن وَهُوَ أَبُو جهل وَأَصْحَابه المستهزئون بنزول الْعَذَاب {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} سنأخذهم بِالْعَذَابِ {مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} بنزول الْعَذَاب فأهلكهم الله فِي يَوْم وَاحِد كل وَاحِد بِهَلَاك غير هَلَاك صَاحبه

{مَن يُضْلِلِ الله} عَن دينه {فَلاَ هَادِيَ لَهُ} فَلَا مرشد لَهُ إِلَى دينه {وَيَذَرُهُمْ} يتركهم {فِي طُغْيَانِهِمْ} فِي كفرهم وضلالهم

{أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ} يَعْنِي أهل مَكَّة {فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَات} من الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم والسحاب {وَالْأَرْض} وَفِي ملكوت الأَرْض وَمَا فِي الأَرْض من الشّجر وَالْجِبَال والبحار وَالدَّوَاب {وَمَا خَلَقَ الله مِن شَيْءٍ} وَفِيمَا خلق الله من سَائِر الْأَشْيَاء {وَأَنْ عَسى} وَعَسَى من الله وَاجِب {أَن يَكُونَ قَدِ اقْترب أَجَلُهُمْ} دنا هلاكهم {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ} فَبِأَي كتاب بعد كتاب الله {يُؤْمِنُونَ} إِن لم يُؤمنُوا بِهَذَا الْكتاب

{أَو لم يتفكروا} فِيمَا بَينهم أَن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن ساحراً وَلَا كَاهِنًا وَلَا مَجْنُونا ثمَّ قَالَ الله تَعَالَى {مَا بِصَاحِبِهِمْ} مَا بِنَبِيِّهِمْ {من جنَّة} مامسه من جُنُون أَي جُنُون {إِنْ هُوَ} مَا هُوَ {إِلاَّ نَذِيرٌ} وَرَسُول مخوف {مُّبِينٌ} يبين لَهُم بلغَة يعلمونها

{وَأُمْلِي لَهُمْ} أمهلهم {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} عَذَابي وأخذي شَدِيد

{وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ} جمَاعَة {يَهْدُونَ بِالْحَقِّ} يأمرون بِالْحَقِّ {وَبِهِ يَعْدِلُونَ} وبالحق يعْملُونَ وهم أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

{وَلِلَّهِ الأسمآء الْحسنى} الصِّفَات الْعليا الْعلم وَالْقُدْرَة والسمع وَالْبَصَر وَغير ذَلِك {فَادعوهُ بهَا} فاقرءوا بهَا {وَذَرُواْ الَّذين يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ} يَقُول يجحدون بأسمائه وَصِفَاته وَإِن قَرَأت يلحدون يميلون عَن الْإِقْرَار بأسمائه وَصِفَاته وَيُقَال يلحدون فِي أَسْمَائِهِ يشبهون بأسمائه اللات والعزى وَمَنَاة {سَيُجْزَوْنَ} فِي الْآخِرَة {مَا كَانُواْ} بِمَا كَانُوا {يَعْمَلُونَ} وَيَقُولُونَ فِي الدُّنْيَا من الشَّرّ

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} خلقنَا {لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنّ وَالْإِنْس لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا} الْحق {وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا} الْحق {وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ} الْحق {أُولَئِكَ كالأنعام} فِي فهم الْحق {بَلْ هُمْ أَضَلُّ} لأَنهم كفار {أُولَئِكَ هُمُ الغافلون} عَن أَمر الْآخِرَة جاحدون بهَا

{مَن يَهْدِ الله} لدينِهِ {فَهُوَ الْمُهْتَدي} لدينِهِ {وَمَن يُضْلِلْ} عَن دينه {فَأُولَئِك هُمُ الخاسرون} المغبونون بالعقوبة

بِالِاسْمِ الْأَعْظَم إِلَى السَّمَاء فملكناه بهَا على أهل الدُّنْيَا {وَلكنه أَخْلَدَ إِلَى الأَرْض} مَال إِلَى الأَرْض {وَاتبع هَوَاهُ} هوى الْملك وَيُقَال هوى نَفسه بمساوى الْأُمُور {فَمَثَلُهُ} مثل بلعم وَيُقَال مثل أُميَّة بن أبي الصَّلْت {كَمَثَلِ الْكَلْب إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ} إِن تشدد عَلَيْهِ فتطرده {يَلْهَثْ} يدلع لِسَانه {أَوْ تَتْرُكْهُ} فَلَا تطرده {يَلْهَث} يدلع لِسَانه كَذَلِك مثل بلعم وَأُميَّة إِن وعظ لم يتعظ وَإِن سكت عَنهُ لم يعقل {ذَّلِكَ} هَكَذَا {مَثَلُ الْقَوْم الَّذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن وهم الْيَهُود {فاقصص الْقَصَص} فاقرأ عَلَيْهِم الْقُرْآن {لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} لكَي يتفكروا فِي أَمْثَال الْقُرْآن

{سَآءَ مَثَلاً} بئس مثلا {الْقَوْم الَّذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن إِذا كَانَ مثلهم كَمثل الْكَلْب {وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ} يضرون بالعقوبة

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست