responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 128
{وَنَزَعْنَا} أَخرجنا {مَا فِي صُدُورِهِم} قُلُوبهم {مِّنْ غِلٍّ} بغض وحسد وعداوة فِي الدُّنْيَا {تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ} فِي الْآخِرَة من تَحت مساكنها وسررهم {الْأَنْهَار} أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن {وَقَالُواْ} إِذا بلغُوا إِلَى مَنَازِلهمْ وَيُقَال إِلَى عين الْحَيَوَان {الْحَمد لِلَّهِ} الشُّكْر والْمنَّة لله {الَّذِي هَدَانَا لهَذَا} الْمنزل وَالْعين {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا الله} إِلَيْهِ وَيُقَال لما رَأَوْا كَرَامَة الله بِإِيمَان قَالُوا الْحَمد لِلَّهِ الشُّكْر والْمنَّة لله الَّذِي هَدَانَا لهَذَا الدّين دين الْإِسْلَام وَمَا كُنَّا لنهتدي لدين الْإِسْلَام لَوْلَا أَن هدَانَا الله لدينِهِ {لَقَدْ جَاءَت رسل رَبنَا بِالْحَقِّ} والبشرى بالثواب والكرامة {ونودوا أَن تِلْكُمُ الْجنَّة أورثتموها}

{الَّذين اتَّخذُوا دِينَهُمْ لَهْواً} بَاطِلا {وَلَعِباً} فَرحا وَيُقَال ضحكة وسخرية {وغرتهم الْحَيَاة الدُّنْيَا} مافي الدُّنْيَا من الزهرة وَالنَّعِيم {فاليوم} يَوْم الْقِيَامَة {نَنسَاهُمْ} نتركهم فِي النَّار {كَمَا نَسُواْ} كَمَا تركُوا {لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} الْإِقْرَار بيومهم هَذَا {وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا} بكتابنا ورسولنا {يَجْحَدُونَ} يكفرون

{ونادى أَصْحَابُ النَّار أَصْحَابَ الْجنَّة أَنْ أَفِيضُواْ} صبوا {عَلَيْنَا مِنَ المآء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله} من ثمار الْجنَّة {قَالُوا} يَعْنِي أهل الْجنَّة {إِنَّ الله حَرَّمَهُمَا} يَعْنِي ثمار الْجنَّة وَالْمَاء {عَلَى الْكَافرين}

ثمَّ نظرُوا إِلَى أَصْحَاب الْجنَّة فَرَأَوْا فِي الْجنَّة سلمَان الْفَارِسِي وصهيباً وَعمَّارًا وَسَائِر الضُّعَفَاء والفقراء قَالُوا {أَهَؤُلَاءِ} الضُّعَفَاء {الَّذين أَقْسَمْتُمْ} حلفتم فِي الدُّنْيَا يَا معشر الْكفَّار {لاَ يَنَالُهُمُ الله بِرَحْمَةٍ} لَا يدخلهم الله الْجنَّة وَقد دخلُوا الْجنَّة على رغم أنوفكم ثمَّ يَقُول الله لأَصْحَاب الْأَعْرَاف {ادخُلُوا الْجنَّة لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ} من الْعَذَاب {وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ}

{ونادى أَصْحَابُ الْأَعْرَاف رِجَالاٍ} من الْكفَّار {يَعْرِفُونَهُمْ} قبل دُخُولهمْ النَّار {بِسِيمَاهُمْ} بسواد وُجُوههم وزرقة أَعينهم {قَالُواْ} يَا وليد بن الْمُغيرَة وَيَا أَبا جهل بن هِشَام وَيَا أُميَّة بن خلف وَيَا أبي بن خلف الجُمَحِي وَيَا أسود ابْن عبد الْمطلب وَيَا سَائِر الرؤساء {مَآ أغْنى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ} من المَال والخدم {وَمَا كُنْتُمْ تستكبرون} تتعظمون عَن الْإِيمَان بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن

{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ} إِذا نظرُوا {تِلْقَآءَ أَصْحَابِ النَّار} نَحْو أَهل النَّار {قَالُواْ رَبَّنَا} يَا رَبنَا {لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْم الظَّالِمين} الْكَافرين فِي النَّار

{وَبَيْنَهُمَا} بَين الْجنَّة وَالنَّار {حِجَابٌ} سور {وَعَلَى الْأَعْرَاف رِجَالٌ} وعَلى السُّور رجال وهم قوم اسْتَوَت حسناتهم بسيئاتهم وَيُقَال هم قوم كَانُوا عُلَمَاء فُقَهَاء شاكين فِي الرزق {يَعْرِفُونَ كُلاًّ} كلا الْفَرِيقَيْنِ من دخل النَّار وَمن دخل الْجنَّة {بِسِيمَاهُمْ} يعْرفُونَ من دخل النَّار بسواد وَجهه وزرقة عَيْنَيْهِ وَمن دخل الْجنَّة ببياض وَجهه أغر محجل {وَنَادَوْاْ} يَعْنِي أهل السُّور {أَصْحَابَ الْجنَّة أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ} يَا أَهل الْجنَّة {لَمْ يَدْخُلُوهَا} {وَهُمْ يَطْمَعُونَ} فِي الدُّخُول يَعْنِي أَصْحَاب الْأَعْرَاف

{وَلَقَد جئناهم بِكِتَاب} يَقُول أرسلنَا إِلَيْهِم مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْقُرْآنِ {فَصَّلْنَاهُ} بَيناهُ {على عِلْمٍ} بِعلم منا وَيُقَال علمناه {هُدًى} من الضَّلَالَة

{الَّذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله} يصرفون النَّاس عَن دين الله وطاعته {وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً} يطلبونها مُغيرَة {وَهُمْ بِالآخِرَة} بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت {كَافِرُونَ} جاحدون

{وَالَّذين آمنُوا} بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن {وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات} فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم {لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً} من الْجهد {إِلاَّ وُسْعَهَا} إِلَّا طاقتها {أُولَئِكَ} يَعْنِي الْمُؤمنِينَ {أَصْحَابُ الْجنَّة} أهل الْجنَّة {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} دائمون لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا

{لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَاد} فرَاش من نَار {وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} غاشية من نَار {وَكَذَلِكَ} هَكَذَا {نَجْزِي الظَّالِمين} الْمُشْركين

{إِن الَّذين كذبُوا بِآيَاتِنَا} بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن {واستكبروا} عَنْهَا عَن الْإِيمَان بهَا {لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السمآء} لرفع أَعْمَالهم وَلَا لرفع أَرْوَاحهم {وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجنَّة حَتَّى يَلِجَ الْجمل فِي سَمِّ الْخياط} كَمَا لَا يدْخل الْجمل فِي سم الْخياط فِي ثقب الإبرة وَيُقَال حَتَّى يدْخل الْجمل فِي خرق الإبرة وَيُقَال حَتَّى يدْخل القلس الْحَبل الَّذِي تشد بِهِ السَّفِينَة فِي خرق الإبرة {وَكَذَلِكَ} هَكَذَا {نَجْزِي الْمُجْرمين} الْمُشْركين

{وَقَالَتْ أُولاَهُمْ} أولى الْأُمَم {لأُخْرَاهُمْ} لأخرى الْأُمَم {فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} أَن يكون عذابنا ضعفا كَفرْتُمْ كَمَا كفرنا وعبدتم من دون الله كَمَا عَبدنَا فَيَقُول الله لَهُم {فَذُوقُواْ الْعَذَاب بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ} تَقولُونَ وتعملون من الشّرك فِي الدُّنْيَا

{قَالَ} الله لَهُم {ادخُلُوا} النَّار {فِي أُمَمٍ} مَعَ أُمَم {قَدْ خَلَتْ} قد مَضَت {مِن قَبْلِكُمْ مِّن الْجِنّ وَالْإِنْس} من كفار الْجِنّ وَالْإِنْس {فِي النَّار كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ} أهل دين {لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} دعت على الَّتِي دخلت قبلهَا {حَتَّى إِذَا اداركوا فِيهَا} اجْتَمعُوا فِي النَّار {جَمِيعاً} الأول فَالْأول {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ} أُخْرَى الْأُمَم {لأُولاَهُمْ} لأولى الْأُمَم {رَبَّنَا هَؤُلَاءِ} يَعْنِي الرؤساء {أَضَلُّونَا} عَن دينك وطاعتك {فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّار} عذبهم مثل عذابنا مرَّتَيْنِ {قَالَ} الله لَهُم {لِكُلٍّ} لكل وَاحِد مِنْهُم {ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ} ذَلِك من شدَّة عذابكم

{عَلَى الله كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن {أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكتاب} مَا وعدهم فِي الْكتاب من سَواد الْوُجُوه وزرقة الْأَعْين أنظرهم يَا مُحَمَّد {حَتَّى إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا} يَعْنِي ملك الْمَوْت وأعوانه {يَتَوَفَّوْنَهُمْ} يقبضون أَرْوَاحهم {قَالُوا} عِنْد قبض أَرْوَاحهم {أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ} تَعْبدُونَ {مِن دُونِ الله} فيمنعونكم عَنَّا {قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا} اشتغلوا عَنَّا بِأَنْفسِهِم {وَشَهِدُواْ على أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} بِاللَّه وبالرسل فِي الدُّنْيَا

أعطيتموها {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} وتقولون فِي الدُّنْيَا من الْخيرَات

{ونادى أَصْحَابُ الْجنَّة أَصْحَابَ النَّار أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا} من الثَّوَاب والكرامة {حَقّاً} صدقا كَائِنا {فَهَلْ وَجَدتُّم} يَا أهل النَّار {مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ} من الْعَذَاب والهوان {حَقّاً} صدقا كَائِنا {قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ} فَنَادَى مُنَاد بَين أهل الْجنَّة وَالنَّار {أَن لَّعْنَةُ الله} عَذَاب الله {عَلَى الظَّالِمين} الْكَافرين

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست