responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 126
{قُلْ} يَا مُحَمَّد لَهُم {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِش} الزِّنَا {مَا ظَهَرَ مِنْهَا} يَعْنِي زنا الظَّاهِر {وَمَا بَطَنَ} مِنْهَا يَعْنِي زنا السِّرّ وَهِي المخالة {وَالْإِثْم} الْخمر كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
(شربت الْإِثْم حَتَّى ضل عَقْلِي ... كَذَا الْإِثْم تذْهب بالعقول) وَقَالَ أَيْضا
(شربت الْإِثْم بالصواع جهارا ... وَترى آلهتك بَيْننَا مستفادا)
{وَالْبَغي} الاستطالة {بِغَيْرِ الْحق} بِلَا حق {وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّه مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً} كتابا وَلَا حجَّة {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} ذَلِك من تَحْرِيم الْحَرْث والأنعام والطيبات واللباس

{فَمن أظلم} أَعْتَى وَأَجرا على الله {مِمَّن افترى} اختلق

{وَالَّذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا} بكتابنا وبرسولنا {واستكبروا عَنْهَآ} عَن الْإِيمَان بهَا {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّار} أهل النَّار {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} دائمون لَا يموتون وَلَا يخرجُون

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ} لكل أهل دين {أَجَلٌ} وَقت لهلاكها {فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ} وَقت هلاكهم {لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً} لَا يتركون بعد الْأَجَل طرفَة عين {وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} لَا يهْلكُونَ قبل الْأَجَل طرفَة عين

{قُلْ} يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة {مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله} لبس الثِّيَاب فِي أَيَّام الْمَوْسِم وَالْحرم وَالطّواف {الَّتِي أَخْرَجَ} يَعْنِي الزِّينَة خلق {لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرزق} من اللَّحْم وَالدَّسم وَقد كَانُوا يحرمُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة على أنفسهم فِي أَيَّام الْمَوْسِم اللَّحْم وَالدَّسم ويدخلون الْحرم الرِّجَال بِالنَّهَارِ وَالنِّسَاء بِاللَّيْلِ عُرَاة فيطوفون عُرَاة فنهاهم الله عَن ذَلِك {قُلْ} يَا مُحَمَّد {هِي} يَعْنِي الطَّيِّبَات {لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} بِمُحَمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْقُرْآن {خَالِصَةً} خَاصَّة {يَوْمَ الْقِيَامَة} واشترك فِيهَا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا الْبر والفاجر مقدم ومؤخر {كَذَلِكَ} هَكَذَا {نُفَصِّلُ الْآيَات} نبين الْقُرْآن بالحلال وَالْحرَام {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ويصدقون أَنه من الله

{يَا بني آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ} البسوا ثيابكم {عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} عِنْد وَقت كل صَلَاة وَطواف {وكُلُواْ} من اللَّحْم وَالدَّسم {وَاشْرَبُوا} من اللَّبن {وَلاَ تسرفوا} لَا تحرموا الطَّيِّبَات من الرزق وَاللَّحم وَالدَّسم {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين} الْمُعْتَدِينَ من الْحَلَال إِلَى الْحَرَام

{فَرِيقاً هدى} أكْرمهم الله بالمعرفة والسعادة وهم أهل الْيَمين {وَفَرِيقاً حَقَّ} وَجب {عَلَيْهِمُ الضَّلَالَة} أَهَانَهُمْ الله بالنكرة والشقاوة وهم أهل الشمَال {إِنَّهُمُ اتَّخذُوا} يَقُول قد علم الله أَنهم يتخذون {الشَّيَاطِين أَوْلِيَآءَ} أَرْبَابًا {مِن دُونِ الله وَيَحْسَبُونَ} يظنّ أهل الضَّلَالَة {أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} بدين الله

{قُلْ} يَا مُحَمَّد {أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} بِالتَّوْحِيدِ بِلَا إِلَه إِلَّا الله {وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ} واستقبلوا بوجوهكم {عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} عِنْد كل صَلَاة {وادعوه} واعبدوه {مُخْلِصِينَ لَهُ الدّين} مُخلصين لَهُ بِالْعبَادَة والتوحيد {كَمَا بَدَأَكُمْ} يَوْم الْمِيثَاق سعيداً وشقياً عَارِفًا ومنكراً مُصدقا ومكذباً {تَعُودُونَ} إِلَى ذَلِك

{وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً} حرمُوا الْبحيرَة والسائبة والوصيلة والحام {قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ} على تَحْرِيمهَا {آبَاءَنَا} وأجدادنا {وَالله أَمَرَنَا بِهَا} بِتَحْرِيم الْبحيرَة والسائبة والوصيلة والحام {قُلْ} يَا مُحَمَّد {إِنَّ الله لَا يَأْمر بالفحشاء} بِالْمَعَاصِي وبتحريم الْحَرْث والأنعام {أَتَقُولُونَ} بل تَقولُونَ {عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} ذَلِك

{يَا بني آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ} حِين يَأْتينكُمْ {رسل مِنْكُم} آدميون مثلكُمْ {يقصون عَلَيْكُم} يقرءُون عَلَيْكُم {آيَاتِي} بِالْأَمر وَالنَّهْي {فَمَنِ اتَّقى} آمن بِالْكتاب وَالرسل {وَأَصْلَحَ} فِيمَا بَينه وَبَين ربه {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} من الْعَذَاب {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} من ذهَاب الْجنَّة

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست