responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
{وَهُوَ القاهر} الْغَالِب {فَوْقَ عِبَادِهِ} على عباده {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً} من الْمَلَائِكَة ملكَيْنِ بِالنَّهَارِ وملكين بِاللَّيْلِ يَكْتُبُونَ حسناتكم وسيئاتكم {حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْت} حَضَره الْمَوْت {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} قَبضه ملك الْمَوْت وأعوانه {وَهُمْ} يَعْنِي ملك الْمَوْت وأعوانه {لاَ يُفَرِّطُونَ} لَا يؤخرون الْمَيِّت طرفَة عين

{لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ} لكل قَول من الله ومني من الْأَمر وَالنَّهْي والوعد والوعيد والبشرى بالنصرة وَالْعَذَاب مُسْتَقر فعل وَحَقِيقَة مِنْهُ مَا يكون فِي الدُّنْيَا وَمِنْه مَا يكون فِي الْآخِرَة {وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} ذَلِك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَيُقَال لكل نبأ مُسْتَقر لكل قَول وَفعل مِنْكُم حَقِيقَة وَحَقِيقَة ذَلِك فِي الْقلب وسوف تعلمُونَ مَاذَا يفعل بكم

{وَكَذَّبَ بِهِ} بِالْقُرْآنِ {قَوْمُكَ} قُرَيْش {وَهُوَ الْحق} يعين الْقُرْآن {قُل} يَا مُحَمَّد {لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} بكفيل أَن أؤديكم إِلَى الله مُؤمنين

{قُلْ} يَا مُحَمَّد لَهُم {هُوَ الْقَادِر على أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ} كَمَا بعث على قوم نوح وَقوم لوط {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} يخسف بكم الأَرْض كَمَا خسف بقارون {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً} أهواء مُخْتَلفَة كَمَا كَانَت فِي بني إِسْرَائِيل بعد النَّبِيين {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} بِالسَّيْفِ {انْظُر} يَا مُحَمَّد {كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَات} نبين الْقُرْآن بأخبار الْأُمَم الْمَاضِيَة وَمَا فعلنَا بهم {لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} لكَي يفقهوا أَمر الله وتوحيده

{قُلِ} يَا مُحَمَّد لَهُم {الله يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا} من شَدَائِد الْبر وَالْبَحْر {وَمِن كُلِّ كَرْبٍ} غم وهول {ثُمَّ أَنتُمْ} يَا أهل مَكَّة {تُشْرِكُونَ} بِهِ الْأَصْنَام

القاضين {قُل} يَا مُحَمَّد

{ثُمَّ ردوا إِلَى الله} يَوْم الْقِيَامَة {مَوْلاَهُمُ الْحق} وليهم بالثواب وَالْعِقَاب بِالْحَقِّ وَالْعدْل وَيُقَال مَوْلَاهُم الْحق معبودهم بِالْحَقِّ وَلَكِن لم يعبدوه بِالْحَقِّ غَايَة عِبَادَته وكل معبود غير الله بَاطِل {أَلاَ لَهُ الحكم} الْقَضَاء بَين الْعباد وَيَوْم الْقِيَامَة {وَهُوَ أَسْرَعُ الحاسبين} إِذا حاسب فحسابه سريع

{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ} يقبض أرواحكم فِي الْمَنَام {وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم} مَا كسبتم {بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ} يرد إِلَيْكُم أرواحكم {فِيهِ} فِي النَّهَار {ليقضى أَجَلٌ مّسَمًّى} لكَي يتم أجلهَا وَرِزْقهَا {ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ} بعد الْمَوْت {ثُمَّ يُنَبِّئُكُم} يُخْبِركُمْ {بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} من الْخَيْر وَالشَّر

{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْب} خَزَائِن الْغَيْب الْمَطَر والنبات وَالثِّمَار ونزول الْعَذَاب الَّذِي تَسْتَعْجِلُون بِهِ يَوْم بدر {لاَ يَعْلَمُهَآ} لَا يعلم مفاتح الْغَيْب بنزول الْعَذَاب الَّذِي تَسْتَعْجِلُون بِهِ {إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبر وَالْبَحْر} من الْخلق والعجائب وَيُقَال وَيعلم مَا يهْلك فِي الْبر وَالْبَحْر {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ} من الشّجر {إِلاَّ يَعْلَمُهَا} كم دوران تَدور {وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْض} تَحت الصَّخْرَة الَّتِي أَسْفَل الْأَرْضين إِلَّا يعلمهَا {وَلاَ رَطْبٍ} يَعْنِي المَاء {وَلاَ يَابِسٍ} يَعْنِي الْبَادِيَة {إِلاَّ فِي كِتَابٍ} مَكْتُوب {مُّبِينٍ} كل ذَلِك فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ مُبين مقدارها ووقتها

{لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ} من الْعَذَاب {لَقُضِيَ الْأَمر بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} لفرغ من هلاككم {وَالله أَعْلَمُ بالظالمين} بعقوبة الْمُشْركين النَّضر وَأَصْحَابه فَوَقع بالنضر بن الْحَارِث الْعَذَاب الَّذِي سَأَلَ فَقتل صبرا يَوْم بدر

{قُلْ} يَا مُحَمَّد لكفار مَكَّة {مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ الْبر وَالْبَحْر} من شَدَائِد الْبر وَالْبَحْر وأهوالهما {تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} سرا وَعَلَانِيَة وَإِن قَرَأت بجر الْخَاء وَتَقْدِيم الْيَاء من الْفَاء يَقُول مستكيناً وخوفاً {لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِه} الْأَهْوَال والشدائد {لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} من الْمُؤمنِينَ

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست