responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
{قَدْ خَسِرَ} قد غبن {الَّذين كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ الله} بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت يَقُول أنظرهم {حَتَّى إِذا جَاءَتْهُم السَّاعَة بَغْتَة} فَجْأَة {قَالُوا يَا حسرتنا} يَا حزناه أَو يَا ندامتاه {على مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} تركنَا فِي الدُّنْيَا يَعْنِي الْإِيمَان وَالتَّوْبَة {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ} آثامهم {على ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ} بئس مَا يحملون من الذُّنُوب

{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْض وَلاَ طَائِرٍ يطير بجناحيه}

{وَقَالُوا} يَعْنِي كفار مَكَّة حَارِث بن عمامر وَأَصْحَابه وَأَبُو جهل بن هِشَام والوليد بن الْمُغيرَة وَأُميَّة وَأبي ابْنا خلف وَالنضْر بن الْحَارِث {لَوْلاَ} هلا {نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ} عَلامَة {مِّن رَّبِّهِ} لنبوته {قُلْ} لَهُم يَا مُحَمَّد {إِنَّ الله قَادِرٌ على أَن يُنَزِّلٍ آيَةً} كَمَا طلبُوا {وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} مَا لَهُم علم فنزولها

{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ} يُؤمن ويطيع {الَّذين يَسْمَعُونَ} يصدقون وَيُقَال يعْقلُونَ الموعظة {والموتى} يَعْنِي موتى يَوْم بدر وَيَوْم أحد وَيَوْم الْأَحْزَاب وَيُقَال الْمَوْتَى الْقُلُوب {يَبْعَثُهُمُ الله} بعد الْمَوْت {ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} فِي الْمَحْشَر فيجزيهم بأعمالهم

{وَإِن كَانَ كَبُر} عظم {عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ} تكذيبهم {فَإِن اسْتَطَعْت} قدرت (أَن تَبْتَغِيَ) أَن تطلب {نَفَقاً} سرباً {فِي الأَرْض} فَتدخل فِيهِ {أَوْ سُلَّماً فِي السمآء} أَو سَببا وطريقاً تصعد فِيهِ إِلَى السَّمَاء {فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} يَقُول تنزل بِالْآيَةِ الَّتِي طلبوها فلتفعل {وَلَوْ شَآءَ الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهدى} على التَّوْحِيد {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلين} بمقدوري عَلَيْهِم بالْكفْر

{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ} كذبهمْ قَومهمْ كَمَا كَذبك قَوْمك {فَصَبَرُواْ على مَا كُذِّبُواْ} على مَا كذبهمْ قَومهمْ {وَأُوذُواْ} وصبروا على أَذَى قَومهمْ {حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا} بِهَلَاك قَومهمْ {وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ الله} لَا مغير لكلمات الله بالنصرة لأوليائه على أعدائه {وَلَقدْ جَآءَكَ} يَا مُحَمَّد {مِن نَّبَإِ} خبر {الْمُرْسلين} كَيفَ كذبهمْ قَومهمْ كَمَا كَذبك قَوْمك فصبروا على ذَلِك

{وَمَا الْحَيَاة الدنيآ} مَا فِي الدُّنْيَا من الزهرة وَالنَّعِيم {إِلاَّ لَعِبٌ} فَرح {وَلَهْوٌ} بَاطِل {وَلَلدَّارُ الْآخِرَة} يَعْنِي الْجنَّة {خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ} الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أَن الدُّنْيَا فانية وَالْآخِرَة بَاقِيَة

{وَلَوْ ترى} يَا مُحَمَّد {إِذْ وُقِفُواْ} يَقُول حبسوا {على رَبِّهِمْ} عِنْد رَبهم {قَالَ} الله لَهُم وَيُقَال تَقول لَهُم الْمَلَائِكَة {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ} أَلَيْسَ هَذَا الْعَذَاب والبعث بعد الْمَوْت حق {قَالُواْ بلَى وَرَبِّنَا} إِنَّه لحق كَمَا قَالَت الرُّسُل {قَالَ فَذُوقُواْ الْعَذَاب بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} تجحدون بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت

{وَقَالُوا} يَعْنِي كفار مَكَّة {إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} أَي مَا حياتنا إِلَّا حياتنا الدُّنْيَا {وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} بعد الْمَوْت

{بَلْ بَدَا لَهُمْ} ظهر لَهُم عُقُوبَة {مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ} يسرون من الْكفْر والشرك {مِن قبل} فِي الدِّينَا {وَلَوْ رُدُّواْ} إِلَى الدُّنْيَا كَمَا سَأَلُوا {لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ} من الْكفْر والشرك {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} لأَنهم لَو ردوا لم يُؤمنُوا بِهِ

{وَلَوْ ترى} يَا مُحَمَّد {إِذْ وُقِفُواْ} حبسوا {على النَّار فَقَالُوا يَا ليتنا نُرَدُّ} إِلَى الدُّنْيَا {وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا} بالكتب وَالرسل {وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤمنِينَ} مَعَ الْمُؤمنِينَ فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة

{إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} مَا يعلمُونَ أَن أوزار الَّذين يصدونهم عَنهُ هِيَ عَلَيْهِم

{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ} يَا مُحَمَّد {الَّذِي يَقُولُونَ} من الطعْن والتكذيب وَطلب الْآيَة {فَإِنَّهُمْ} يَعْنِي حَارِث بن عَامر وَأَصْحَابه {لاَ يُكَذِّبُونَكَ} فِي السِّرّ {وَلَكِن الظَّالِمين} الْمُشْركين {بِآيَاتِ الله} فِي الْعَلَانِيَة {يَجْحَدُونَ}

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست