responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 106
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ} يَعْنِي الرَّسُول {مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً} فِي صُورَة رجل آدَمِيّ حَتَّى يقدروا أَن ينْظرُوا إِلَيْهِ {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم} على الْمَلَائِكَة {مَّا يَلْبِسُونَ} مثل مَا يلبسُونَ من الثِّيَاب وَيُقَال وللبسنا عَلَيْهِم خلطنا عَلَيْهِم صُورَة الْملك مَا يلبسُونَ كَمَا يخلطون على أنفسهم صفة مُحَمَّد ونعته

{قُلْ} يَا مُحَمَّد {إِنِّي أَخَافُ} أعلم {إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} وعبدت غَيره وَرجعت إِلَى دينكُمْ {عَذَاب يَوْم عَظِيم} عذَابا عَظِيما

{قُلْ} يَا مُحَمَّد لَهُم {أَغَيْرَ الله أَتَّخِذُ وَلِيّاً} أعبد رَبًّا {فَاطِرِ السَّمَاوَات} خَالق السَّمَوَات {وَالْأَرْض وَهُوَ يُطْعِمُ} يرْزق الْعباد {وَلاَ يُطْعَمُ} لَا يرْزق وَيُقَال لَا يعان على الترزيق {قُلْ} يَا مُحَمَّد لكفار مَكَّة {إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} أول من يكون على الْإِسْلَام وَيُقَال أول من أخْلص بِالْعبَادَة والتوحيد لله من أهل زَمَانه {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْركين} مَعَ الْمُشْركين على دينهم

{وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْل وَالنَّهَار} مَا اسْتَقر فِي وَطنه فِي اللَّيْل وَالنَّهَار {وَهُوَ السَّمِيع} لمقالتهم {الْعَلِيم} بعقوبتهم وبأرزاق الْخلق

{قُل} يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة {لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} من الْخلق فَإِن أجابوك وَإِلَّا {قُل لِلَّهِ} خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض {كَتَبَ على نَفْسِهِ الرَّحْمَة} أوجب على نَفسه الرَّحْمَة لأمة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِتَأْخِير الْعَذَاب {لَيَجْمَعَنَّكُمْ} وَالله ليجمعنكم {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة} ليَوْم الْقِيَامَة {لاَ رَيْبَ فِيهِ} لَا شكّ فِيهِ {الَّذين خسروا} غبنوا {أَنفُسَهُمْ} ومنازلهم وخدمهم وأزواجهم فِي الْجنَّة {فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} بِمُحَمد وَالْقُرْآن وَنزل فِي مقالتهم فِي مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ارْجع إِلَى ديننَا حَتَّى نغنيك ونزوجك ونعزك ونملكك على أَنْفُسنَا

{وَلَقَدِ استهزئ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ} اسْتَهْزَأَ بهم قَومهمْ كَمَا اسْتَهْزَأَ بك قَوْمك {فَحَاقَ} فَوَجَبَ وَنزل وَدَار {بالذين سَخِرُواْ مِنْهُمْ} من الْكفَّار {مَا كَانُوا بِهِ يستهزؤون} عُقُوبَة استهزائهم

{وَقَالُواْ} يَعْنِي عبد الله بن أبي أُميَّة المَخْزُومِي {لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} هلا أنزل عَلَيْهِ ملك فَيشْهد لَهُ بِمَا يَقُول {وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً} كَمَا سألوك {لَّقُضِيَ الْأَمر} نزل بعذابهم وَقبض أَرْوَاحهم وَيُقَال فرغ من هلاكهم {ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ} لَا يؤجلون

{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً} لَو نزلنَا جِبْرِيل عَلَيْك بِالْقُرْآنِ جملَة {فِي قِرْطَاسٍ} فِي صحيفَة كَمَا سَأَلَك عبد الله بن أبي أُميَّة المَخْزُومِي وَأَصْحَابه {فلمسوه بِأَيْدِيهِم} فَأَخَذُوهُ وقرءوه {لَقَالَ الَّذين كَفَرُواْ} يَعْنِي عبد الله بن أبي أُميَّة المَخْزُومِي {إِن هَذَا} مَا هَذَا {إِلَّا سحر مُبين} كذب بَين

{أَلَمْ يَرَوْاْ} ألم يخبر أهل مَكَّة فِي الْقُرْآن {كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ} من الْأُمَم الخالية {مَّكَّنَّاهُمْ} ملكناهم وأمهلناهم {فِي الأَرْض مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ} مَا لم نملككم ونمهلكم يَا أهل مَكَّة {وَأَرْسَلْنَا السمآء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً} مَطَرا دَائِما دريراً كلما احتاجوا إِلَيْهِ {وَجَعَلْنَا الْأَنْهَار تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ} من تَحت بساتينهم وزروعهم وشجرهم {فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} بتكذيبهم الْأَنْبِيَاء {وَأَنْشَأْنَا} خلقنَا {مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً} قوما {آخَرِينَ} خيرا مِنْهُم

أهل مَكَّة {بِالْحَقِّ} بِالْقُرْآنِ وَالْآيَة {لَمَّا جَآءَهُمْ} مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهما {فَسَوْفَ} وَهَذَا وَعِيد لَهُم {يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يستهزؤون} خبر استهزائهم وعقوبة استهزائهم يَوْم بدر وَيَوْم أحد وَيَوْم الْأَحْزَاب

{قُلْ} يَا مُحَمَّد لأهل مَكَّة {سِيرُواْ} سافروا {فِي الأَرْض ثُمَّ انْظُرُوا} وتفكروا {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المكذبين} كَيفَ صَار آخر أَمر المكذبين بِاللَّه وَالرسل

اسم الکتاب : تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المؤلف : الفيروز آبادي، مجد الدين    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست