اسم الکتاب : تفسير جزء عم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 54
الطاعة: {لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [1] [التحريم: 6].
17 - قولُه تعالى: {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}: هذا دعاءٌ على الإنسانِ الكافر [2] بالقتل [3]، لشدَّةِ كُفره بالله [4]، ومن لازم ذلك لعنُه وطردُه من رحمة الله.
18 - قولُه تعالى: {مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}: استفهامٌ على سبيلِ التقريرِ، والمعنى: ما أصلُ خلقِ هذا الإنسان حتى يستغني عن الإيمان بربِّه ويكفُر؟.
19 - قولُه تعالى: {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ}: بيَّن اللَّهُ في هذا أصلَ الإنسانِ، وأنَّ منشأَهُ من ماء قليلٍ هو أصلُ هذا التناسلِ البشري، وأنه قدَّره بعد ذلك أطواراً في الخلق، حتى صار جنيناً في بطن أمِّه.
20 - قولُه تعالى: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ}؛ أي: ثُمَّ بعدَ هذه الأطوارِ التي عاشَها في بطنِ أمه، سهَّلَ اللَّهُ له الخروجَ من هذا البطن [5]. [1] قال ابن كثير: «ومن هنا ينبغي لحاملِ القرآنِ أن يكونَ في أفعالِه وأقوالِه على السَّدَادِ والرَّشاد». [2] قال مجاهد من طريق الأعمش: «ما كان في القرآن (قُتل الإنسان) أو فُعل بالإنسان، فإنما عنى به الكافر». وقال الطاهر بن عاشور (30:326): «الغالب في إطلاق لفظ الإنسان، في القرآن النازل بمكة؛ كقوله: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى} [العلق: 6]، {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} [القيامة: 3] ...». [3] عبَّر المفسِّرون عن معنى «قُتِلَ»: لُعِنَ، وهو تفسير بالمعنى؛ لأن من دعا عليه الله بالقتل، فقد طرَدَه من رحمته، وهو معنى اللعن. (انظر: تفسير ابن عطية لقوله: {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ} [البروج: 4])، ويَحْسُنُ الوقفُ في هذه الجملة على «الإنسان»، والاستئناف بما بعدها، لبيان المعنى فيهما. [4] هذا التفسير على أن «ما» تَعَجُّبِيَّة، وقد جعلها بعض المفسِّرين استفهامية، ويكون تقديرُ الكلامِ: أيُّ شيء جعله يكفر؟، والتعجُّب ـ فيما يظهر ـ أبلغ في هذا المقام، وهو أنسب في بيان شدَّة كفر هذا الكافر، والله أعلم.
ويكون الخلاف من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى، وسببه: الاشتراك اللغوي، والله أعلم. [5] السبيلُ في اللغة: الطريق، وقد اختلف السلف في المراد بهذا السبيلِ في الآية، على قولين: =
اسم الکتاب : تفسير جزء عم المؤلف : الطيار، مساعد الجزء : 1 صفحة : 54