responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 84
بعد أن آمنت بالله سبحانه وتعالى إلها وربا. . واستحضرت عطاء الألوهية ونعم الربوبية وفيوضات رحمة الله على خلقه. وأعلنت أنه لا إله إلا الله. وقولك: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي أن العبادة لله تبارك وتعالى لا نشرك به شيئا ولا نعبد إلا إياه. . وأعلنت انك ستستعين بالله وحده بقولك: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} . فانك قد أصبحت من عباد الله. ويعلمك الله سبحانه وتعالى الدعاء الذي يتمناه كل مؤمن. . ومادامت من عباد الله، فإن الله جل جلاله سيستجيب لك. . مصداقا لقوله سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداع إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186] والمؤمن لا يطلب الدنيا أبدا. . لماذا؟ . . لأن الحياة الحقيقية للانسان في الآخرة. فيها الحياة الأبدية والنعيم الذي لا يفارقك ولا تفارقه. فالمؤمن لا يطلب مثلا أن يرزقه الله مالا كثيراً ولا أن يمتلك عمارة مثلا. . لأنه يعلم أن كل هذا وقتي وزائل. . ولكنه يطلب ما ينجيه من النار ويوصله الى الجنة. .
ومن رحمة الله تبارك وتعالى أنه علمنا ما نطلب. . وهذا يستوجب الحمد لله. . وأول ما يطلب المؤمن هو الهداية والصراط المستقيم: {اهدنا الصراط المستقيم} .
والهداية نوعان: هداية دلالة وهداية معونة. هداية الدلالة هي للناس جميعا. . وهداية المعونة هي للمؤمنين فقط المتبعين لمنهج الله. والله سبحانه وتعالى هدى كل عباده هداية دلالة أي دلهم على طريق الخير وبينه لهم. . فمن أراد أن يتبع طريق الخير اتبعه. . ومن أراد ألا يتبعه تركه الله لما أراد. .

اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست