responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 530
المتهم أسئلة مختلفة. . حتى تتناقض أقواله فيعرف أنه يكذب. . فأنت إذا رويت الواقعة كما حدثت فإنك ترويها مائة مرة دون أي خلاف في التفاصيل. ولكنك إذا كذبت تتناقض مع نفسك. . والله سبحانه وتعالى يقول: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} . . ما هي الأماني؟ . . هي أن تعلق نفسك بأمنية وليس لهذه الأمنية سند من الواقع يوصلك إلى تحقيق هذه الأمنية. . ولكن إذا كان التمني قائما على عمل يوصلك إلى تحقيق الأمنية فهذا شيء آخر.
بعض الناس يقول التمني وإن لم يتحقق فإنه يروح عن النفس. . فقد ترتاح النفس عندما تتعلق بأمل كاذب وتعيش أياما في نوع من السعادة وإن كانت سعادة وهمية. . نقول إن الصدمة التي ستلحق بالإنسان بعد ذلك ستدمره. . ولذلك لا يكون في الكذب أبدا راحة. . فأحلام اليقظة لا تتحقق لأنها لا تقوم على أرضية من الواقع وهي لا تعطي الإنسان إلا نوعا من بعد عن الحقيقة. . ولذلك يقول الشاعر:
مُنَى إِنْ تَكُنْ حقاً تَكُنْ أَحْسَنَ الْمنَى ... وَإِلاّ فَقَدْ عِشْنَا بِهَا زَمَناً رَغْدَا
يعني الأماني لو كانت حقيقة أو تستند إلى الحقيقة فإنها أحسن الأماني لأنها تعيش معك. . فإن لم تكن حقيقة يقول الشاعر:
فقد عشنا بها زمنا رغدا ... أماني من ليلى حسان كأنما
سقتنا بها ليلى على ظمأ بردا ...
وقوله تعالى: {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} تبين لنا أن الأماني هي مطامع الحمقى لأنها لا تتحقق. . والحق سبحانه يقول: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ} . . وما هو البرهان؟ . . البرهان هو الدليل. . ولا تطلب البرهان إلا من إنسان وقعت معه في جدال واختلفت وجهات النظر بينك وبينه. . ولا تطلب البرهان إلا إذا كنت متأكداً أن محدثك كاذب. . وأنه لن يجد الدليل على ما يدعيه.
هب أن شخصا ادعى أن عليك مالا له. . وطلب منك أن تعيده إليه وأنت لم تأخذ منه مالا. . في هذه الحالة تطلب منه تقديم الدليل. . (فالكمبيالة) التي

اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 530
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست