responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 441
ويذكر لنا الله سبحانه وتعالى سبب خيبة هؤلاء وضلالهم لأنهم اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة. . جعلوا الآخرة ثمنا لنزواتهم ونفوذهم في الدنيا. . هم نظروا إلى الدنيا فقط. . ونظرة الإنسان إلى الدنيا ومقارنتها بالآخرة تجعلك تطلب في كل ما تفعله ثواب الآخرة. . فالدنيا عمرك فيها محدود. . ولا تقل عمر الدنيا مليون أو مليونان أو ثلاثة ملايين سنة. . عمر الدنيا بالنسبة لك هو مدة بقائك فيها. . فإذا خرجت من الدنيا انتهت بالنسبة لك. . والخروج من الدنيا بالموت. . والموت لا أسباب له ولذلك فإن الإسلام لا يجعل الدنيا هدفا لأن عمرنا فيها مظنون. . هناك من يموت في بطن أمه. . ومن يعيش ساعة أو ساعات، ومن يعيش إلى أرذل العمر. . إذن فاتجه إلى الآخرة، ففيها النعيم الدائم والحياة بلا موت المتعة على قدرات الله. . ولكن خيبة هؤلاء أنهم إشتروا الدنيا بالآخرة. . ولذلك يقول الحق عنهم: {فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العذاب وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} . . لا يخفف عنهم العذاب أي يجب ألا يأمنوا أن العذاب في الآخرة سيخفف عنهم. . أو ستقل درجته أو تنقص مدته. . أو سيأتي يوما ولا يأتي يوما وقوله: {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} . . النصرة تأتي على معنيين. . تأتي بمعنى أنه لا يغلب. . وتأتي بمعنى أن هناك قوة تنتصر له أي تنصره. . كونه يغلب. . الله سبحانه وتعالى غالب على أمره فلا أحد يملك لنفسه نفعا ولا ضرا. . ولكن الله يملك النفع والضر لكل خلقه. . ويملك تبارك وتعالى أن يقهر خلقه على ما يشاء. . ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ الله} [الأعراف: 188]

اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 441
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست