responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 438
سبحانه وتعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أسرى حتى يُثْخِنَ فِي الأرض} [الأنفال: 67]
ولكن القرآن أتى بها أسارى. . واللغة أحيانا تأتي على غير ما يقتضيه قياسها لتلفتك إلى معنى من المعاني. . فكسلان تجمع كسالى. والكسلان هو هابط الحركة. . الأسير أيضا أنت قيدت حركته. . فكأن جمع أسير على أسارى إشارة إلى تقييد الحركة. . القرآن الكريم جاء بأسارى وأسرى. . ولكنه حين استخدم أسارى أراد أن يلفتنا إلى تقييد الحركة مثل كسالى. . ومعنى وجود الأسرى أن حربا وقعت. . لحرب تقتضي الالتقاء والالتحام. . ويكون كل واحد منهم يريد أن يقتل عدوه.
كلمة الأسر هذه أخذت من أجل تهدئة سعار اللقاء. . فكأن الله أراد أن يحمي القوم من شراسة نفوسهم وقت الحرب فقال لهم إستأسروهم. . لا تقتلوهم إلا إذا كنتم مضطرين للقتل. . ولكن خذوهم أسرى وفي هذا مصلحة لكم لأنكم ستأخذون منهم الفدية. . وهذا تشريع من ضمن تشريعات الرحمة. . لأنه لو لم يكن الأسر مباحا. . لكان لابد إذا إلتقى مقاتلان أن يقتل أحدهما الآخر. . لذلك يقال خذه أسيرا إلا إذا كان وجوده خطراً على حياتك.
وقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِن يَأتُوكُمْ أسارى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ} . . كانت كل طائفة من اليهود مع حليفتها من الأوس أو الخزرج.
. وكانت تخرج المغلوب من دياره وتأخذ الديار. . وبعد أن تنتهي الحرب يفادوهم. . أي يأخذون منهم الفدية ليعيدوا إليهم ديارهم وأولادهم.
لماذا يقسم اليهود أنفسهم هذه القسمة. . إنها ليست تقسيمة إيمانية ولكنها تقسيمة مصلحة دنيوية. . لماذا؟ لأنه ليس من المعقول وأنتم أهل كتاب. . ثم تقسمون أنفسكم قسما مع الأوس وقسما مع الخزرج. . ويكون بينكم إثم وعدوان.
وقوله تعالى: {تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بالإثم وَالْعُدْوَانِ} . . تظاهرون عليهم. أي

اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 438
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست