responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 43
فوق مستوى البشرية كلها.
على أننا نبدأ أيضا تلاوة القرآن بسم الله. . لأن الله تبارك وتعالى هو الذي أنزله لنا. . ويسر لنا أن نعرفه ونتلوه. . فالأمر لله علما وقدرة ومعرفة. . واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى: {قُل لَّوْ شَآءَ الله مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يونس: 16] لذلك أنت تقرأ القرآن باسم الله. . لأنه جل جلاله هو الذي يسره لك كلاما وتنزيلا وقراءة. . ولكن هل نحن مطالبون أن نبدأ فقط تلاوة القرآن بسم الله؟ إننا مطالبون أن نبدأ كل عمل باسم الله. . لأننا لابد أن نحترم عطاء الله في كونه. فحين نزرع الأرض مثلا. . لابد أن نبدأ بسم الله. . لأننا لم نخلق الأرض التي نحرثها. . ولا خلقنا البذرة التي نبذرها. ولا أنزلنا الماء من السماء لينمو الزرع.
إن الفلاح الذي يمسك الفأس ويرمي البذرة قد يكون أجهل الناس بعناصر الأرض ومحتويات البذرة وما يفعله الماء في التربة لينمو الزرع. . إن كل ما يفعله الإنسان هو أنه يعمل فكره المخلوق من الله في المادة المخلوقة من الله. . بالطاقة التي أوجدها الله في أجسادنا ليتم الزرع.
والإنسان لا قدرة له على إرغام الأرض لتعطيه الثمار. . ولا قدرة له على خلق الحبة لتنمو وتصبح شجرة. ولا سلطان له على إنزال الماء من السماء. . فكأنه حين يبدأ العمل باسم الله، يبدؤه باسم الله الذي سخر له الأرض. . وسخر له الحب، وسخر له الماء، وكلها لا قدرة له عليها. . ولا تدخل في طاقته ولا في استطاعته. . فكأنه يعلن أنه يدخل على هذه الأشياء جميعا باسم من سخرها له. .
والله تبارك وتعالى سخر لنا الكون جميعا وأعطانا الدليل على ذلك. فلا تعتقد أن لك قدرة أو ذاتية في هذا الكون.
. ولا تعتقد أن الأسباب والقوانين في الكون لها ذاتية. بل هي تعمل بقدرة خالقها. الذي إن شاء أجراها وإن شاء أوقفها.

اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست