responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 373
النصارى. . وكسر إعرابها بشكل لا يقتضيه الظاهر. . وللعرب إذن مرهفة لغويا. . فمتى سمع الصابئين التي جاءت معطوفة على اسم إن تأتي بالرفع يلتفت لفتة قسرية ليعرف السبب. .
حين تولى أبا جعفر المنصور الخلافة. . وقف على المنبر ولحن لحنة أي أخطأ في نطق كلمة. . وكان هناك إعرابي يجلس فآذت أُذنيه. . وأخطأ المنصور للمرة الثانية فحرك الإعرابي أُذنيه باستغراب. . وعندما أخطأ للمرة الثالثة قام الإعرابي وقال. . أشهد أنك وليت هذا الأمر بقضاء وقدر. . أي أنك لا تستحق هذا. . هذا هو اللحن إذا سمعه العربي هز أذنيه. . فإذا جاء لفظ مرفوعا والمفروض أن يكون منصوبا. . فإن ذلك يجعله يتنبه أن الله له حكمة وعلة. . فما هي العلة؟ . .
الذين آمنوا أمرهم مفهوم والذين هادوا أمرهم مفهوم والنصارى أمرهم مفهوم. . أما الصابئون فهؤلاء لم يكونوا تابعين لدين. . ولكنهم سلكوا طريقا مخالفا. . فجاءت هذه الآية لتلفتنا أن هذه التصفية تشمل الصابئين أيضا. . فقدمتها ورفعتها لتلفت إليها الآذان بقوة. . فالله سبحانه وتعالى يعطف الإيمان على العمل لذلك يقول دائما: {آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً} . . لأن الإيمان إن لم يقترن بعمل فلا فائدة منه. . والله يريد الإيمان أن يسيطر على حركة الحياة بالعمل الصالح. . فيأمر كل مؤمن بصالح العمل وهؤلاء لا خوف عليهم في الدنيا ولا هم يحزنون في الآخرة.

اسم الکتاب : تفسير الشعراوي المؤلف : الشعراوي    الجزء : 1  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست