responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 17
خَرَجْنَا مِنَ النَّقْبَيْنِ لَا حَيَّ مِثْلُنَا ... بِآيَتِنَا نُزْجِي اللِّقَاحَ الْمَطَافِلَا «1»
وَقِيلَ سُمِّيَتْ آيَةً لِأَنَّهَا عَجَبٌ يَعْجَزُ الْبَشَرُ عَنِ التَّكَلُّمِ بِمِثْلِهَا قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَأَصْلُهَا أَيَيَةٌ مِثْلُ أَكَمَةٍ وَشَجَرَةٍ، تَحَرَّكَتِ الْيَاءُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا فَصَارَتْ آية بهمزة بعدها مدة وقال الكسائي أصلها آيِيَةٌ عَلَى وَزْنِ آمِنَةٍ فَقُلِبَتْ أَلِفًا ثُمَّ حذفت لالتباسها وقال الفراء: أصلها أيية بتشديد الياء الأولى فقلبت أَلِفًا كَرَاهِيَةَ التَّشْدِيدِ فَصَارَتْ آيَةً وَجَمْعُهَا آيٌ وآيات وآياي. وأما الكلمة فهي اللفظة الواحدة وَقَدْ تَكُونُ عَلَى حَرْفَيْنِ مِثْلُ مَا وَلَا ونحو ذلك. وقد تكون أكثر، وأكثر ما تكون عشرة أحرف مثل لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ وأَ نُلْزِمُكُمُوها فَأَسْقَيْناكُمُوهُ. وقد تكون الكلمة الواحدة آيَةً مِثْلُ وَالْفَجْرِ وَالضُّحَى وَالْعَصْرِ وَكَذَلِكَ الم وطه ويس وحم في قول الكوفيين وحم عسق عِنْدَهُمْ كَلِمَتَانِ وَغَيْرُهُمْ لَا يُسَمِّي هَذِهِ آيات بل يقول هذه فَوَاتِحُ السُّوَرِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ لَا أَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ وَحْدَهَا آيَةٌ إِلَّا قَوْلُهُ تعالى: مُدْهامَّتانِ بسورة الرحمن.
[فصل] قال القرطبي: أجمعوا على أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقُرْآنِ شَيْءٌ مِنَ التَّرَاكِيبِ الْأَعْجَمِيَّةِ، وَأَجْمَعُوا أَنَّ فِيهِ أَعْلَامًا مِنَ الْأَعْجَمِيَّةِ كَإِبْرَاهِيمَ وَنُوحٍ وَلُوطٍ وَاخْتَلَفُوا هَلْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ بِالْأَعْجَمِيَّةِ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْبَاقِلَّانِيُّ والطبري وقالا: ما وقع فيه مما يُوَافِقُ الْأَعْجَمِيَّةَ فَهُوَ مِنْ بَابِ مَا تَوَافَقَتْ فيه اللغات.

(1) البيت لبرج بن مسهر الطائي في لسان العرب (أيا) ومقاييس اللغة 1/ 169 وتاج العروس (أيي) وللبرجمي في لسان العرب (قفف) وتاجر العروس (قفف) .
اسم الکتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست