responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة المؤلف : ابن أبي العز    الجزء : 120  صفحة : 59
رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قرأ: "وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وأنا كتبتها عليك"[1]. والمراد بالحسنة - هنا - النعمة، وبالسيئة البلية[2]، في أصح الأقوال.
وقد قيل: الحسنة الطاعة، والسيئة المعصية[3]. وقيل: الحسنة ما أصابه يوم بدر، والسيئة ما أصابه يوم أحد[4]. والقول الأول شامل لمعنى القول الثالث. والمعنى الثاني ليس مراداً دون الأول - قطعاً - ولكن لا منافاة بين أن تكون سيئة العمل وسيئة الجزاء من نفسه، مع أن الجميع مقدَّر، فإن المعصية الثانية قد تكون عقوبة الأولى، فتكون من سيئات الجزاء، مع أنها من سيئات العمل، والحسنة الثانية قد تكون من ثواب الأولى، كما دل على ذلك الكتاب والسنة[5].

[1] انظر معالم التنزيل (1/454، 455) فهو نقل البغوي بحروفه، إلا بعض الكلمات فالمؤلف أخذه منه، أو أخذه ممن أخذه منه. وأثر ابن عباس أخرجه البغوي في معالم التنزيل 1/455، من طريق مجاهد عن ابن عباس. وفي سنده مسلم بن خالد الزنجي فقيه صدوق كثير الأوهام. انظر التقريب الترجمة رقم (6625) . وأورد الأثر السيوطي في الدر المنثور (1/185) ، ونسب إخراجه لابن المنذر. وأورده أيضاً عن مجاهد، قال: هي في قراءة أُبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، ونسب إخراجه لابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف. ولا تصح هذه الرواية؛ لأن مجاهداً لم يدرك أبياً ولا ابن مسعود.
[2] انظر النكت والعيون (1/508) فقد أورد هذا القول الماوردي، ونسبه لبعض البصريين.
[3] انظر جامع البيان (8/559) فقد أخرجه الطبري عن أبي العالية. وذكره الماوردي في النكت والعيون (1/509) منسوباً لأبي العالية.
[4] أخرجه الطبري في جامع البيان (8/558) ، من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (3/1010) . وهذه الأقوال الثلاثة ذكرها الماوردي كلها من غير ترجيح. انظر النكت والعيون (1/508، 509) .
[5] شرح العقيدة الطحاوية، ص (515، 516) . وانظر الحسنة والسيئة لشيخ الإسلام، ص (22-25) ويبدو أن المؤلف أخذ أقوال المفسرين مع ما بعد ذلك من الجمع من هذا الكتاب.
اسم الکتاب : تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة المؤلف : ابن أبي العز    الجزء : 120  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست