اسم الکتاب : تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية المؤلف : عماد بن زهير حافظ الجزء : 1 صفحة : 29
وهذا الردّ حاصله وغايته عدم وجود من هو كذلك أصلاً، إذ لو كان لعلمه الله- تعالى - وهو علام الغيوب.
ولا ريب أنّ في الردّ والإنكار عليهم بهذه الصورة تقريعاً لهم وتهكماً بهم وبما يدعونه من المحال الذي لا يكاد يدخل تحت الصحة والإمكان[1].
لطيفة: أعيد حرف النفي بعد العاطف في قوله {وَلا فِي الأَرْضِ} وذلك لزيادة التنصيص على النفي وتأكيده[2].
مطلب: في بيان موضع التسبيح وغايته:
ومن بعد الردّ على المشركين بما يبطل شركهم وينقض دعواهم وافتراءاتهم وبما يثبت إلاهيته سبحانه ووحدانيته ينزّه الله تعالى ذاته العليّة عمّا يفعله هؤلاء المشركون في عبادتهم مالا يضر ولا ينفع، أو عن شركائهم الذين يعتقدونهم شفعاءهم عند الله[3].وتنزيهه تعالى ذاته بعد إثبات حجته وبرهانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لهو دليل على شناعة مقالتهم من جهة وعلى عظيم الإنكار عليهم من جهة أخرى. وكما يدلّ على أنّ قضية التوحيد له هي أسّ [1] انظر: تفسير البغوي ج2 ص348؛ تفسير ابن كثير ج2 ص411؛ تفسير أبي السعود ج4 ص131؛ تفسير زاد المسير لابن الجوزي ج4 ص16؛ فتح القدير للشوكاني ج2 ص449؛ تفسير النسفي ج2 ص157؛ التحرير والتنوير لابن عاشور ج11 ص126. [2] انظر: التحرير والتنوير لابن عاشور ج11 ص126. [3] انظر: تفسير الطبري ج11 ص69؛ تفسير أبي السعود ج4 ص132؛ فتح القدير للشوكاني ج2 ص449.
اسم الکتاب : تسبيح الله ذاته العلية في آيات كتابه السنية المؤلف : عماد بن زهير حافظ الجزء : 1 صفحة : 29