اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 573
أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً (162) }
شرح الكلمات:
{فَبِظُلْمٍ} : الباء سببية، أي: فبسبب ظلمهم.
{هَادُوا} : اليهود إذ قالوا: أنا هدنا إليك.
{طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} : هي كل ذي ظفر وشحوم البقر والغنم.
{وَأَخْذِهِمُ الرِّبا} : قبوله والتعامل به وأكله.
{الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} : أصحاب القدم الثابتة في معرفة الله وشرائعه ممن علومهم راسخة في نفوسهم ليست لنيات بل هي يقينات.
معنى الآيات:
ما زال السياق في اليهود من أهل الكتاب يبين جرائمهم ويكشف الستار عن عظائم ذنوبهم، ففي الآية الأولى (160) سجل عليهم الظلم العظيم والذي به استوجبوا عقاب الله تعالى حيث حرم عليهم طيبات كثيرة كانت حلالاً لهم، كما سجل عليهم أقبح الجرائم، وهي صدهم أنفسهم وصد غيرهم عن سبيل الله تعالى، وذلك بجحودهم الحق وتحريفهم كلام الله، وقبولهم الرشوة في إبطال الأحكام الشرعية. هذا ما تضمنته الآية الأولى، أما الثانية (161) فقد تضمنت تسجيل جرائم أخرى على اليهود وهي أولاً استباحتهم للربا[1] وهو حرام، وقد نهوا عنه، وثانياً أكلهم أموال الناس بالباطل؛ كالرشوة والفتاوى الباطلة التي كانوا يأكلون بها. وأما قوله تعالى في ختام الآية: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} فهو زيادة على عاقبهم به في الدنيا أعد لمن كفر منهم ومات على كفره عذاباً أليماً موجعاً يعذبون به يوم القيامة. وأما الآية الثالثة (162) فقد نزلت في عبد الله بن سلام وبعض العلماء من يهود المدينة فذكر تعالى؛ كالاستثناء من أولئك الموصوفين بأقبح الصفات وهي صفات جرائم [1] أورد القرطبي هنا سؤالاً وهو مع علمنا: أن اليهود يأكلون الربا والسحت وجميع ما حرم الله تعالى، فهل يجوز التعامل معهم؟ وأجاب بالجواز استدلالاً بقول الله تعالى: {وطَعامْ الذين أُوتوا الكِتَاب حلاً لَكُمْ} وبتعامل الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهم، فقد رهن درعه عند يهودي.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 573