اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 556
خطاب للمؤمنين إلى يوم القيامة وهي أعظم آية في هذا الباب فليتق الله المؤمنون في شهاداتهم.
أما الآية الثانية (136) : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ} فهي في خطاب أهل الكتاب خاصة وفي سائر المؤمنين عامة، فالمؤمنون تدعوهم إلى تقوية إيمانهم ليبلغوا فيه مستوى اليقين، أما أهل الكتاب فهي دعوة لهم للإيمان الصحيح، لأن إيمانهم الذي هم عليه غير سليم، فلذا دعوا إلى الإيمان الصحيح فقيل لهم: {آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ} محمد {وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ} وهو القرآن الكريم، {وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} وهو التوراة والإنجيل، لأن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل، ثم أخبرهم محذراً لهم أن {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ} طريق الهدى والسعادة {ضَلالا بَعِيداً} لا ترجى هدايته، وعليه فسوف يهلك ويخسر خسراناً أبدياً.
ثم أخبرهم تعالى في الآية بعد هذه (137) مقرراً الحكم بالخسران الذي تضمنته الآية قبلها فقال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا[1]} بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتابه وبما جاء به {لَمْ يَكُنِ اللهُ} أي: لم يكن في سنة الله أن يغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً ينجون به ويسعدون فيه ألا فليحذر اليهود والنصارى هذا وليذكروه، وإلا فالخلود في نار جهنم لازم لهم ولا يهلك على الله إلا هالك.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- وجوب العدل في القضاء والشهادة.
2- حرمة شهادة الزور وحرمة التخلي[2] عن الشهادة لمن تعينت عليه.
3- وجوب الاستمرار على الإيمان وتقويته حتى الموت عليه.
4- بيان أركان الإيمان وهي الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر[3]. [1] في هذه الآية: أن الكافر إذا آمن غفر له كفره، وإذا ارتد يؤاخذ بكفره الأول والأخير سواء. وشاهده حديث مسلم: إذ قال أناس: يا رسول الله أتأخذنا بما عملنا في الجاهلية. قال: "أما من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ بها، ومن أساء –كفر- أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام ". وفي رواية: "ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخير". [2] شاهده من السنة قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصحيح: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" قلنا بلى يا رسول الله. قال: "الشرك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، وقال: "ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور" وما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. أو كما قال. [3] وبقي ركن: وهو القضاء والقدر، جاء ذكره في قوله تعالى من سورة القمر: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} .
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 556