اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 504
شرح الكلمات:
{كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ} : فرضنا عليهم وأوحينا.
{أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} : أي: قتل أنفسهم.
{مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} : أي: ما فعل القتل إلا قليل[1] منهم.
{مَا يُوعَظُونَ بِهِ} : أي: ما يؤمرون به وينهون عنه.
{وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً} : أي: للإيمان في قلوبهم.
{وَالصِّدِّيقِينَ} : جمع صديق: وهو من غلب عليه الصدق في أقواله وأحواله لكثرة ما يصدق ويتحرى الصدق.
{وَالشُّهَدَاءِ} : جمع شهيد: من مات في المعركة ومثله من شهد بصحة الإسلام بالحجة والبرهان.
{وَالصَّالِحِينَ} : جمع صالح: من أدى حقوق الله تعالى وأدى حقوق العباد، وصلحت نفسه وصلح عمله وغلب صلاحه على فساده.
معنى الآيات:
ما زال السياق في الحديث عن أولئك النفر الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به فقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} أي: يقتل بعضكم بعضاً كما حصل ذلك لبني إسرائيل لما فعلوا كما أنا لو كتبنا عليهم أن يخرجوا من ديارهم مهاجرين في سبيلنا {مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ} منهم. ثم قال تعالى داعياً لهم مرغباً لهم في الهداية: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ} أي: ما يذكرون به ترغيباً وترهيباً من أوامر الله تعالى لهم بالطاعة والتسليم لكان ذلك خيراً في الحال والمآل، {وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً} للإيمان في قلوبهم وللطاعة على جوارحهم، لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والحسنة تنتج حسنة، والسيئة تتولد عنها سيئة. ويقول تعالى: {وَإِذاً لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً} يريد لو أنهم استجابوا لنا وفعلوا ما أمرنا به من الطاعات، وتركوا ما نهيناهم عنه من المعاصي لأعطيناهم من لدنا أجراً يوم يلقوننا ولهديناهم في الدنيا {صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} ألا وهو الإسلام الذي هو طريق الكمال والإسعاد في الحياتين وهدايتهم إليه هي توفيقهم للسير فيه [1] قرئ: {إلا قليلا} بالنصب، و {إن لا قليل} بالرفع، وقراءة الرفع مراعى فيها اللفظ وهو أولى، ولذا هي أكثر وأشهر.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 504