اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 492
فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (55) }
شرح الكلمات:
{بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} : الجبت[1]: اسم لكل ما عبد من دون الله وكذا الطاغون سواء كانا صنمين أو رجلين.
أهدى سبيلا: أكثر هداية في حياتهما وسلوكهما.
{نَقِيراً} : النقير: نقرة في ظهر النواة يضرب بها المثل في صغرها.
الحسد: تمني زال النعمة عن الغير والحرص على ذلك.
{وَالْحِكْمَةَ} : السداد في القول والعمل مع الفقه في أسرار التشريع الإلهي.
معنى الآيات:
روي أن جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب ذهبوا إلى مكة يحزبون الأحزاب لحرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما نزلوا مكة قالت قريش: نسألهم فإنهم أهل كتاب عن ديننا ودين محمد أيهما خير؟ فسألوهم فقالوا لهم دينكم خير من دين محمد وأنتم أهدى منه وممن اتبعه. فأنزل الله تعالى هذه الآيات إلى قوله {عَظِيماً} . وهذا شرحها: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ[2] وَالطَّاغُوتِ} ألم ينته إلى علمك أيها الرسول: أن الذين أوتوا حظاً من العلم بالتوراة يصدقون بصحة عبادة الجبت والطاغوت ويقرون عليها ويحكمون بأفضلية عبادتها على عبادة الله تعالى {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} وهم مشركوا قريش: دينكم خير من دين محمد وأنتم أهدى طريقاً في حياتكم الدينية والاجتماعية ألم يك موقف هؤلاء اليهود مثار الدهشة والاستغراب والتعجب لأهل العلم والمعرفة بالدين الحق، إذ يقرون الباطل ويصدقون به؟ {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ} أولئك الهابطون في حمأة الرذيلة، البعيدون في أغوار الكفر والشر والفساد لعنهم الله فأبعدهم عن ساحة الخير والهدى، {وَمَنْ [1] وقيل: الجبت: الساحر بلغة الحبشة، والطاغوت: الكاهن. عن ابن عباس وأبي جبير وأبي العالية، وقال عمر رضي الله عنه: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان. وقال مالك: الطاغوت ما عبد من دون الله. وقيل: هما كل ما عبد من دون الله أو مطاع في معصية الله. وهذا حسن وهو ما ذكرناه في التفسير. [2] أخرج أبو داود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "الطرق والطيرة والعياثة من الجبت" والمراد من الطرق: الخط بخط في الأرض للبحث عن معرفة ما يحدث للإنسان. والعياثة: زجر الطير للتشاؤم والتيمن، والطيرة: التطير. وأصل الجبت: الجبس، وهو مالا خير فيه.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 492