اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 468
{كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} : الكبائر: ضد الصغائر، والكبيرة تعرف بالحد لا بالعد، فالكبيرة ما توعد الله ورسوله عليهما، أو لعن الله ورسوله فاعلها أو شرع لها حد يقام على صاحبها، وقد جاء في الحديث الصحيح بيان العديد من الكبائر، وعلى المؤمن أن يعلم ذلك ليجتنبه.
{نُكَفِّرْ} : نغطي ونستر فلا نطالب بها ولا نؤاخذ عليها.
{مُدْخَلاً كَرِيماً} : المدخل الكريم هنا: الجنة دار المتقين.
معنى الآية الكريمة:
يتفضل الجبار جل جلاله وعظم إنعامه وسلطانه فيمن على المؤمنين من هذه الأمة المسلمة بأن وعدها وعد الصدق بأن من اجتنب منها كبائر الذنوب كفر عنه صغائرها وأدخله الجنة دار السلام وخلع عليه حلل الرضوان فقال تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ[1] عَنْهُ} ، ما أنهاكم عنه أنا ورسولي {نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} التي هي دون الكبائر[2] وهي الصغائر، {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً} الذي هو الجنة، ولله الحمد والمنة. لهذا كانت هذه الأية مبشرات القرآن لهذه الأمة.
هداية الآية
من هداية الآية:
1- وجوب الابتعاد عن سائر الكبائر، والصبر على ذلك حتى الموت.
2- الذنوب قسمان: كبائر، وصغائر. ولذا وجب العلم بها لاجتناب كبائرها وصغائرها ما أمكن ذلك، ومن زل فليتب فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له[3].
3- الجنة لا يدخلها إلا ذوو النفوس الزكية الطاهرة باجتنابهم المدنسات لها من كبائر الذنوب والآثام والفواحش[4]. [1] اجتناب الكبائر إن كان المراد به: كبائر الذنوب فلابد من ضميمة أداء الفرائض، فإن اجتناب الكبائر مع تضييع الفرائض غير مجد، وإن أريد باجتناب الكبائر تحاشي ترك الفرائض والاحتماء من فعل الكبائر فذاك ويشهد لهذا حديث الصحيح: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر". [2] اختلف في تحديد الكبيرة وفي عددها: أما العدد فقد قيل لابن عباس: الكبائر سبع؟ قال: "هي إلى السبعمائة أقرب منها إلى السبع" وقد ورد النص في بعضها كحديث مسلم: " اجتنبوا السبع الموبقات" فعد منها ستاً. وفي أحاديث صحاح أخرى ذكر عدداً آخر، والذي عليه أهل العلم أنها لا تعد ولكن تحد كما في التفسير، وأما الصغيرة: فهي نسبية فالنظرة إلى اللمسة صغيرة، واللمسة إلى القبلة صغيرة وهكذا. [3] شاهده في حديث ابن عباس رضي الله عنهما غير أنه لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار، بعد قوله: "هي إلى السبعمائة أقرب". [4] أهل الكبائر الذين ماتوا يزاولونها ولم يغفر لهم ويشفع لهم فإنهم يطهرون وتزكوا نفوسهم بعذاب النار ثم يغسلون أيضاً في نهر عند باب الجنة، يقال له: نهر الحيوان، فيدخلون الجنة بنفوس زكية وأرواح طاهرة نقية.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 468