responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 407
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في أحدث غزوة أحد ففي الآية الأولى: ينكر الله تعالى على المؤمنين قولهم بعد أن أصابتهم مصيبة القتل والجراحات والهزيمة: {أَنَّى[1] هَذَا} أي: من أي وجه جاءت هذه المصيبة ونحن مسلمون ونقاتل في سبيل الله ومع رسوله؟ فقال تعالى: {أَوَلَمَّا[2] أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} بأحد قد أصبتم مثليها ببدر، لأن ما قتل من المؤمنين بأحد كان سبعين، وما قتل المشركين ببدر كان سبعين قتيلاً وسبعين أسيراً، وأمر رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحييهم: قل هو من عند أنفسكم، وذلك بمعصيتكم لرسول الله خالف الرماة أمره، وبعدم صبركم إذ فررتم من المعركة تاركين القتال. وقوله: {إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} إشعار بأن الله تعالى أصابهم بما أصابهم به عقوبة لهم حيث لم يطيعوا رسوله ولم يصبروا على قتال أعدائه. هذا ما تضمنته الآية الأولى (165) ، أما الآيات الثلاث بعدها فقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} يخبر تعالى المؤمنين أن ما أصابهم يوم أحد عند التقاء جمع المؤمنين وجمع المشركين في ساحة المعركة كان بقضاء الله وتدبيره، وعلته إظهار المؤمنين على صورتهم الباطنية الحقة وأنهم صادقون في إيمانهم، ولذا قال تعالى: وليعلم المؤمنين علم انكشاف وظهور كما هو معلوم له في الغيب وباطن الأمور هذا أولاً، وثانياً: ليعلم الذين نافقوا فأظهروا الإيمان والولاء لله ولرسوله والمؤمنين ثم أبطنوا الكفر والعداء لله ورسوله والمؤمنين، فقال عنهم في الآيتين الثالثة (167) والرابعة (168) {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} وهم عبد الله إبي بن سلول رئيس المنافقين وعصابته الذين رجعوا من الطريق قبل الوصول إلى ساحة المعركة، وقد قال عبد الله بن حرام والد جابر تعالوا قاتلوا في سبيل الله رجاء ثواب الآخرة، وإن لم تريدوا ثواب الآخرة فادفعوا عن أنفسكم وأهليكم معرة جيش غاز يريد قتلكم إذ وقوفكم معنا يكثر سوادنا ويدفع عنا خطر العدو الداهم. فأجابوا قائلين: لو نعلم قتالاً سيتم لاتبعناكم، فأخبر تعالى عنهم بأنهم في هذه الحال: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ} إذ يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، {وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} حتى من أنفسهم يعلم أنهم يكتمون عداوة الله ورسوله والمؤمنين وإرادة السوء بالمؤمنين، وأن قلوبهم

[1] أنى: هذه جملة اسمية، فإني بمعنى أي وهو الخبر مقدم، وهذا مبتدأ مؤخر.
[2] الاستفهام هنا للإنكار والتعجب لأن قولهم: {أَنْى هَذا} مما ينكر ويتعجب منه، وذلك أن سبب المصيبة غير خاف ولا غامض فهو ظاهر مكشوف وهو عصيانهم للقيادة بمخالفة أمرهم، ولما: اسم زمان مضمن معنى الشرط، وقلتم: هو الجزاء.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست