responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 248
شرح الكلمات:
{أَلَمْ تَرَ} : ألم ينته إلى علمك يا رسولنا، والاستفهام يفيد التعجب من الطاغية المحاج لإبراهيم.
{حَاجَّ} : جادل ومارى وخاصم.
{فِي رَبِّهِ} : في شأن ربه من وجوده تعالى وربوبيته وألوهيته للخلق كلهم.
{آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ[1]} : أعطاه الحكم والسيادة على أهل بلاده وديار قومهم.
{إِبْرَاهِيمُ} : هو أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام، وكان هذا الحجاج قبل هجرة إبراهيم إلى أرض الشام.
{فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} : انقطع عن الحجة متحيراً مدهوشاً ذاك الطاغية الكافر وهو النمرود البابلي.
معنى الآية الكريمة:
لما ذكر الله تعالى ولايته لأولياءه وأنه مؤيدهم وناصرهم ومخرجهم من الظلمات إلى النور ذكر مثالاً لذلك وهو محاجة النمرود[2] البابلي لإبراهيم عليه السلام فقال تعالى مخاطباً رسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ} أي: لم ينته إلى علمك حجاج ذاك الطاغية الذي بطرته نعمة الملك الذي آتيناه امتحاناً له فكفر وادعى الربوبية وحاج خليلنا فبين إنه لأمر عجب. إذ قال له إبراهيم ربي الذي يحي ويميت، وأنت لا تحيي ولا تميت، فقال أنا أحيي[3] وأميت، فرد عليه إبراهيم حجته قائلاً: ربي يأتي بالشمس من المشرق فآت بها أنت من المغرب، فاندهش وتحير وانقطع وأيد الله وليه إبراهيم فانتصر[4]، فهذا مثال لإخراج الله تعالى أولياؤه من ظلمة الجهل إلى نور العلم.

[1] إذ هو ملك بابل وقيل أنه أحد الأربعة الذين ملكوا المعمورة وهم مسلمان، وكافران، فالمسلمان: سليمان، وذو القرنين عليهما السلام. والكافران: النمرود، وبختنصر عليهما لعائن الرحمن.
[2] يقال له النمرود بن كؤتن بن كنعان بن سام بن نوح عليه السلام، وفي الآية دليل على جواز إطلاق اسم الملك على الحاكم الكافر ولما حارب الله تعالى أهلكه مع جيشه بالبعوض إذ فتح عليهم باباً من البعوض فأكلت الجيش فلم تتركه إلا عظاماً، وأما النمرود فقد دخلت بعوضة في دماغه فصار يضرب على دماغه حتى هلك بذلك.
[3] يريد أنه يحيي من أراد حياته، ويميت من أراد موته، وهذا مجرد تمويه وسفسطة فلذا عدل إبراهيم عنها وألزمه الحجة إن كان صادقاً في دعواه بالإتيان بالشمس من المغرب كما يأتي بها الله من المشرق.
[4] يذكر أهل التفسير هنا أن إبراهيم ذهب يمتار من عند الملك كغيره فجادله الملك ومنعه الميرة فعاد بلا شيء وفي أثناء طريقه وجد رملاً أحمر فملأ منه غرارتين حتى لا يفاجئ أهله بالخيبة ولما وصل ونام قامت زوجته سارة ففتحت الغرارة فوجدتها دقيقاً من أجود الدقيق الحواري.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست