اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 24
يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) }
شرح الكلمات:
{وَمِنَ النَّاسِ[1]} : من بعض الناس[2].
{مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ[3]} : صدقنا بالله ربا وإلها لا إله غيره ولا رب سواه.
{وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ} : صدقنا بالبعث والجزاء يوم القيامة.
{يُخَادِعُونَ[4] الله} : بإظهارهم الإيمان وإخفائهم الكفر.
{وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ[5]} : إذ عاقبة خداعهم تعود عليهم لا على الله ولا على رسوله ولا على المؤمنين.
{وَمَا يَشْعُرُونَ} : لا يعلمون أن عاقبة خداعهم عائدة عليهم.
{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} : في قلوبهم شك ونفاق وألم الخوف من افتضاح أمرهم والضرب على أيديهم.
{فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً} : شكاً ونفاقاً وألماً وخوفاً حسب سنة الله في أن السيئة لا تعقب إلا سيئة.
{عَذَابٌ أَلِيمٌ} : موجع شديد الوقع على النفس. مناسبة الآية لما قبلها وبيان معناها:
لما ذكر تعالى المؤمنين الكاملين في إيمانهم وذكر مقابلهم وهم الكافرون البالغون في الكفر [1] لفظ الناس مشتق من الناس، ينوس إذا تحرك كذا قيل: وهل هو من النسيان، أو الإنس الكل محتمل لأن آدم نسي ولأنه حصل له الأنس بحواء. [2] ومن الناس: خبر، والمبتدأ من يقول، والسر في تقديم الخبر هنا: هو إخفاء المخبر عنه، لأنه ذو صفات ذميمة، وأفعال شنيعة نحو، قول: ما بال أقوام يقولون: كذا وكذا بما هو مؤذن بالتعجب من حالهم أيضاً. [3] أي اعتقدنا على علم إن الله لا إله إلا هو ولا رب سواه، إذ الإيمان: التصديق الجازم بوجود الله تعالى رباً وإلها موصوفاً بالكمال منزهاً عن كل نقصان، والتصديق بكل ما أمر الله تعالى بالإيمان به من الملائكة والكتب، والرسل والبعث والقدر. [4] وإن قيل: ما وجه مخادعتهم لله تعالى والمؤمنين بإظهارهم الإيمان والإسلام تمويهاً في نظرهم على الله، إذ لم يعرفوا جلاله وكماله، وعلى المؤمنين ظناً منهم إنهم لا يعلمون ما يخفون في نفوسهم من الكفر والعداء. وأما مخادعة الله لهم فهي علمه تعالى بما يبطنون من الكفر والشر وعدم فضيحتهم بذلك، فلم يكشف أسرارهم ولم يذكرهم في وحيه بأسمائهم، ومخادعة المؤمنين لهم هي: علمهم بنفاقهم وعدم مؤاخذتهم ونسبتهم إليه. هذا ولو قلنا: إن صيغة المفاعلة هنا ليست على بابها فهي بمعنى خدع يخدع، وذلك نحو: عاقبت اللص وعالجت المريض فلم نحتج إلى ما ذكرنا. والله أعلم. [5] قرأ نافع والجمهور: وما يخادعون، بألف بعد الخاء، وقرأ حفص: يخدعون، بسكون الخاء.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 24