اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 237
إسرائيل" فكانت آية وأعظم آية، وقبل بنو إسرائيل بقيادة طالوت، وباسم الله تعالى قادهم في الآية التالية (249) بيان السير إلى ساحات القتال.
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي[1] وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ[2] أَنَّهُمْ مُلاقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) }
شرح الكلمات:
{فَصَلَ طَالُوتُ} [3]: انفصل من الديار وخرج يريد العدو.
{بِالْجُنُودِ} [4]: العسكر وتعداده –كما قيل: سبعون ألف مقاتل.
{مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} : مختبركم بنهر جار لعل هو نهر الأردن الآن.
{وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ} : لم يشرب منه.
{غُرْفَةً} [5]: الغرفة بالفتح المرة، وبالضم الاسم من الاغتراف.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} : هم الذين لم يشربوا من النهر، أما من شرب فقد كفر وأشرك. [1] أي: ليس من أصحابي في هذه الحرب ولا من جندي الذين أقاتل بهم ولم يرد خروجه من الإيمان وهو كقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من غش فليس منا"، "ومن رغب عن سنتي فليس مني"، فإنه لا يعني كفره. [2] الظن هنا: بمعنى اليقين، أو يكون الظن على بابه وليس هو في لقاء الله تعالى وإنما هو في الموت في هذه الحرب هل يقتلون فيلاقون الله أو لم يقتلوا. [3] هل كان طالوت نبياً؟ يستدل على نبوته بقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ} وبقوله: {إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} والله أعلم وعلى كل فهو عبد صالح. [4] لفظ الجند وجمعه: جنود وأجناد، مشتق من الجند الذي هو غليظ الأرض، إذ الجنود يعتصم بعضهم ببعض فيقوون ويغلظون على عدوهم. [5] الغرفة بالضمة: اسم لا يعرف كالأكلة، اسم لما يؤكل، والغرفة أيضاً: البناء العالي، والجمع: غرف.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 237