اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 231
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا[1] ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) }
شرح الكلمات:
{أَلَمْ تَرَ} : ألم ينته إلى علمك ... فالرؤية قلبية والاستفهام للتعجب.
{أُلُوفٌ} : جمع ألف، وهي صيغة كثرة فهم إذا عشرات الألوف.
{فِي سَبِيلِ اللهِ} : الطريق الموصل إلى مرضاته وهو طاعته بامتثال أمره واجتناب نهيه ومن ذلك جهاد الكفار والظالمين حتى لا تكون فتنة.
{يُقْرِضُ اللهَ} : يقتطع شيئاً من ماله وينفقه في الجهاد لشراء السلاح وتسيير المجاهدين.
{يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} : يضيق ويبسط يوسع، يقبض ابتلاء، ويبسط امتحاناً.
معنى الآيات:
يخاطب الله تعالى رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقول: ألم ينته إلى علمك قصة الذين خرجوا من ديارهم فراراً من الموت وهم ألوف، وهم أهل مدينة من مدن[2] بني إسرائيل أصابها الله تعالى بمرض[3] الطاعون ففروا هاربين من الموت فأماتهم الله عن آخرهم ثم أحياهم بدعوة نبيهم حزقيل عليه السلام، فهل أنجاهم فرارهم من الموت، فكذلك من يفر من القتال هل ينجيه فراره من [1] هذا الأمر أمر تكويني لا شرعي تعبدي. [2] ذكر القرطبي أن اسم هذه القرية: "داوردان" وهي من نواحي شرق واسط بينهما فرسخ (معجم ياقوت) . [3] روى الترمذي وصححه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر الطاعون فقال: "بقيت رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها". قلت: هذا ما يعرف الآن بالحجر الصحي.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 231