اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 169
أَمْوَالِ النَّاسِ بِالأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (188) }
شرح الكلمات:
الْبَاطِلَ: خلاف الحق[1].
َتُدْلُوا: الإدلاء بالشيء، إلقاؤه[2]، والمراد هنا: إعطاء القضاة والحكام الرشوة ليحكموا لهم بالباطل حتى يتوصلوا إلى أموال غيرهم.
{فَرِيقاً} : أي: طائفة وقطعة من المال.
{بِالأِثْمِ} : المراد به هنا: بالرشوة وشهادة الزور، واليمين الفاجرة أي الحلف بالكذب ليقضي القاضي لكم بالباطل في صورة حق.
معنى الآية الكريمة:
لما أخر تعالى في الآية السباقة أنه يبين للناس[3] أحكام دينه ليتقوه بفعل المأمور وترك المنهي بين في هذه الآية حكم أكل أموال المسلمين بالباطل، وأنه حرام فلا يحل لمسلم أن يأكل مال أخيه بغير طيب نفس منه. وذكر نوعاً هو شر أنواع أكل المال بالباطل، وهو دفع الرشوة إلى القضاة والحاكمين ليحكموا لهم بغير الحق فيورطوا القضاة في الحكم بغير الحق ليأكلوا أمال إخوانهم بشهادة الزور واليمين الغموس الفاجرة وهي التي يحلف فيها المرء كاذباً.
وقال تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالأِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي: وأنتم تعلمون حرمة ذلك.
هداية الآية:
من هداية الآية:
1- حرمة أكل مال المسلم بغير حق سواء كان بسرقة أو بغصب أو غش أو احتيال ومغالطة. [1] الباطل: لغة: الذاهب الزائل. [2] يقال: أدلى دلوه في البئر إذا ألقاها فيها ليخرج الماء، والحبل الذي يلقى بالدلو يقال له: الرشاء، ومنه أخذ اسم الرشوة، فالراشي يعطي الرشوة ليستخلص الحكم له. [3] إن هذه الآية وإن نزلت في سبب خاص: وهو تخاصم عبدان ابن أشوع الحضرمي مع أمرؤ القيس الكندي، إذ ادعى الأول مالاً على الثاني، فأنكر وأراد أن يحلف، فنزلت فإنها عامة في أمة الإسلام قاطبة، فلا يحل أكل مال أمرء مسلم بغير حق، فيدخل فيه القمار والخداع، والغصوب، وجحد الحقوق وكذا ما حرمته الشريعة وإن طابت به نفس مالكه، وذلك كمهر البغي، وحلوان الكاهن، وأثمان بيع الخمر وغيرها.
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 169