اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 115
كما يسألانه عز وجل أن يجعلها مسلمين له، وأن يجعل من ذريتهما أمة مسلمة[1] له مؤمنة به موحدة له ومنقادة لأمره ونهيه مطيعة، وأن يعلمهما مناسك[2] حج بيته العتيق ليحجاه على علم، ويتوب عليهما، كما سألاه عز وجل أن يبعث في ذريتهم رسولاً منهم يتلو عليهم آيات الله ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم الإيمان وصالح الأعمال، وجميل الخلال وطيب الخصال.
وقد استجاب الله تعالى دعاؤهما فبعث في ذريتهما من أولاد إسماعيل إمام المسلمين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد قرر هذا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "أنا دعوة[3] أبي إبراهيم وبشارة عيسى ... " عليهم جميعاً السلام.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- فضل الإسهام بالنفس في بناء المساجد[4].
2- المؤمن البصير في دينه يفعل الخير وهو خائف ألا يقبل منه فيسأل الله تعالى ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته أن يتقبله منه.
3- مشروعية سؤال الله للنفس وللذرية الثبات على الإسلام حتى الموت عليه.
4- وجوب تعلم مناسك الحج والعمرة على من أراد أن يحج أو يعتمر.
5- وجوب طلب تزكية النفس بالإيمان والعمل الصالح، وتهذيب الأخلاق بالعلم والحكمة.
6- مشروعية التوسل إلى الله تعالى في قبول الدعاء، وذلك بأسمائه تعالى وصفاته لا بحق فلان وجاه فلان، كما هو شأن المبتدعة والضلال. ففي هذه الآيات الثلاث توسل إبراهيم وإسماعيل بالجمل التالية:
1- {إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [1] هي أمة الإسلام التي أنشأها بعون الله تعالى محمد الذي بعثه الله رسولاً في ذرية إسماعيل للعالمين. [2] النسك في اللغة: الغسل بالماء، يقال: نسك ثوبه إذا غسله، وهو في الشرع: اسم للعبادة، لأن العبادة تطهر النفس وتزكيها، يقال: رجل ناسك ومتنسك إذا لازم العبادة يغسل بها نفسه لتطهر وتزكو فيفلح بذلك ويفوز. ومناسك الحج: هي العبادات المشروعة فيه من إحرام وطواف وذبح الهدي وغير ذلك. [3] رواه أحمد بلفظ: "إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته وسأنبئكم بأول ذك. دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين". [4] وفي الحديث الصحيح: "من بنى لله مسجداً بنى الله له قصراً في الجنة".
اسم الکتاب : أيسر التفاسير المؤلف : الجزائري، أبو بكر الجزء : 1 صفحة : 115