اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 96
{فإنْ لم تفعلوا} هذا فيما مضى {ولن تفعلوا} هُ أيضاً فيما يُستقبل أبداً {فاتقوا} : فاحذروا أن تصلوا {النَّار التي وقودها} ما يُوقد به {الناسُ والحجارة} يعني حجارة الكبريت وهي أشدُّ لاتِّقادها {أعدَّت} (خُلقت وهُيِّئت) جزاءً {للكافرين} بتكذيبهم ثمَّ ذكر جزاء المؤمنين فقال:
{وبشر الذين آمنوا} أي: أخبرهم خبراً يظهر به أثر السُّرور على بشرتهم {وعملوا الصالحات} أَي: الأعمال الصَّالحات يعني الطَّاعات فيما بينهم وبين ربِّهم {أنَّ لهم} : بأنَّ لهم {جناتٍ} : حدائق ذات الشِّجر {تجري من تحتها} من تحت أشجارها ومساكنها {الأنهار} {كلما رزقوا} : أُطعموا من تلك الجنَّات ثمرةً {قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} لتشابه ما يُؤتون به وأرادوا: هذا من نوع ما رُزقنا من قبل {وأتوا به متشابهاً} في اللَّون والصُّورة مختلفاً في الطَّعم وذلك أبلغ في باب الإِعجاب {ولهم فيها أزواجٌ} : من الحور العين والآدميات {مطهرةٌ} عن كلِّ أذىً وقذرٍ ممَّا في نساء الدُّنيا ومن مساوئ الأخلاق وآفات الشَّيب والهرم {وهم فِيها خالدون} لأنَّ تمام النِّعمة بالخلود
{إنَّ الله لا يَسْتَحْيِ} الآية لمَّا ضرب الله سبحانه المَثل للمشركين بالذُّباب والعنكبوت في كتابه ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله سبحانه فأنزل الله تعالى: {إنَّ الله لا يَسْتَحْيِ} لا يترك ولا يخشى {أن يضرب مثلاً} أَنْ يُبيِّنَ شبهاً {ما بعوضةً} ما زائدة مؤكِّدة والبعوض: صغار البق الواحدة: بعوضة {فما فوقها} يعني: فما هو أكبر منها والمعنى: إنَّ الله تعالى لا يترك ضرب المثل ببعوضةٍ فما فوقها إذا علم أنَّ فِيهِ عبرةُ لمن اعتبر وحجَّةً على مَنْ جحد (واستكبر) {فأمَّا الذين آمنوا فيعلمون} أنَّ المثل وقع في حقِّه {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بهذا مثلاً} أَيْ: أَيُّ شيء أرادالله بهذا من الأمثال؟ والمعنى ئئئئانهم يقولون: أَيُّ فائدةٍ في ضرب الله المثل بهذا؟ فأجابهم الله سبحانه فقال {يضلُّ به كثيراًً} أَيْ: أراد الله بهذا المثل أن يضلَّ به كثيراً من الكافرين وذلك أنَّهم يُنكرونه ويُكذِّبونه {ويهدي به كثيراً} من المؤمنين لأنَّهم يعرفونه ويصدِّقونه {وما يضلُّ به إلاَّ الفاسقين} الكافرين الخارجين عن طاعته
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 96