اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 897
{إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً} أراد: في أعناقهم وأيديهم لأنَّ الغلَّ لا يكون في العنق دون اليد {فهي إلى الأذقان} أَيْ: فأيديهم مجموعةٌ إلى أذقانهم لأنَّ الغلَّ يجعل في اليد ممَّا يلي الذقن {فهم مقمحون} رافعوا رؤوسهم لا يستطيعون الإطراق لأن من علت يده إلى ذقنه ارتفع رأسه وهذا مَثَلٌ معناه: أمسكنا أيديهم عن النَّفقة في سبيل الله بموانعَ كالأغلال
{وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سداً} هذا وصف إضلال الله تعالى إياهم فهم بمنزلة مَنْ سُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلقه يريد: إنَّهم لا يستطيعون أن يخرجوا من ضلالهم {فأغشيناهم} فأعميناهم عن الهدى {فهم لا يُبصرون} هـ ثم ذكر أنَّ هؤلاء لا ينفعهم الإِنذار فقال:
{وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}
{إنما تنذر من اتبع الذكر} إنما إنذارك من ابتع القرآن فعمل به {وخشي الرحمن بالغيب} خاف اله تعالى ولم يره
{إنا نحن نحيي الموتى} عند البعث {ونكتب ما قدَّموا} من الأعمال {وآثارهم} ما استُنَّ به بعدهم وقيل: خطاهم إلى المساجد {وكلَّ شيء أحصيناه} عددناه وبيَّناه {في إمام مبين} وهو اللَّوح المحفوظ
{واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية} وهي أنطاكية {إذ جاءها المرسلون} رسل عيس عليه السَّلام
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 897