{وإذ قالت طائفة منهم} من المنافقين: {يا أهل يثرب} يعني: المدينة {لا مُقَامَ لَكُمْ} لا مكان لكم تُقيمون فيه {فارجعوا} إلى منازلكم بالمدينة أمروهم بترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وخذلانه وذلك أنَّ النبيَّ صلى الله كان قد خرج من المدينة إلى سلع لقتال القوم {ويستأذن فريقٌ منهم} من المنافقين {النبيَّ} في الرُّجوع إلى منازلهم {يقولون: إنَّ بيوتنا عورة} ليست بحصينةٍ نخاف عليها العدوِّ قال الله تعالى: {وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فراراً} من القتال
{ولو دخلت عليهم} لو دخل عليهم هؤلاء الذين يريدون قتالهم المدينة {من أقطارها} جوانبها {ثمَّ سئلوا الفتنة} سألتهم الشِّرك بالله {لأتوها} لأعطوا مرادهم {وما تلبثوا بها إلاَّ يسيراً} وما احتبسوا عن الشِّرك إلا يسيراً أَيْ لأسرعوا الإجابة إليه
{ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل} عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل غزوة الخندق {لا يولون الأدبار} لا ينهزمون عن العدوِّ {وكان عهد الله مسؤولاً} والله تعالى يسألهم عن ذلك العهد يوم القيامة
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 860