اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 816
{ولما توجَّه} قصد بوجهه {تلقاء مدين} نحوها {قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} قصد الطَّريق وذلك أنَّه لم يكن يعرف الطَّريق
{ولما ورد ماء مدين} وهو بئر كانت لهم {وجد عليه أمة} جماعةً {من الناس يسقون} مواشيهم {ووجد من دُونِهمُ امرأتين تذودان} تحبسان غنمهما عن الماء حتى يصدر مواشي النَّاس {قال} موسى لهما: {ما خطبكما} ؟ ما شأنكما لا تسقيان مع النَّاس؟ {قالتا لا نسقي} مواشينا {حتى يصدر الرعاء} عن الماء لأنا لا نطيق أن نستقي وأن نُزاحم الرِّجال فإذا صدروا سقينا من فضل مواشيهم {وأبونا شيخ كبير} لا يمكنه أن يرد وأن يستقي
{فسقى لهما} أغنامهما من بئرٍ أخرى رفع عنها حجراً كان لا يرفعه إلاَّ عشرة أنفس {ثمَّ تولى إلى الظلّ} أَيْ: إلى ظلِّ شجرةٍ {فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خير} طعامٍ {فقير} محتاجٌ وكان قد جاع فسأل الله تعالى ما يأكل فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بما فعل موسى فقال لإحداهما: اذهبي فادعيه فذلك قوله:
{فجاءته إحداهما} أخذت {تمشي على استحياء} مُستترةً بكُمِّ درعها {قَالَتْ: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ} أخبره بأمره والسَّبب الذي أخرجه من أرضه {قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} يعني: من فرعون وقومه فإنَّه لا سلطان له بأرضنا
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 816