اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 766
{أو كظلمات} وهذا مثلٌ آخرُ ضربه الله لأعمال الكافر {في بحر لجيٍّ} وهو البعيد القعر الكثير الماء {يغشاه} يعلوه {موجٌ} وهو ما ارتفع من الماء {من فوقه موج} متراكمٌ بعضه على بعض {مِن} فوق الموج {سحاب} وهذه كلُّها {ظلمات بعضها فوق بعض} ظلمة السَّحاب وظلمة الموج وظلمة البحر {إذا أخرج} النَّاظر {يده} بين هذه الظُّلمات {لم يكد يراها} لم يرها لشدَّة الظُّلمة وأراد بالظُّلمات أعمال الكفار وبالبحر اللُّجيِّ قلبه وبالموج فوق الموج ما يغشى قلبه من الجهل والشَّكِّ والحيرة وبالسَّحاب الرِّين والختم على قلبه ثمَّ قال: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا له من نور} أَيْ: مَنْ لم يهده الله للإِسلام لم يهتد
{ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير}
{ألم تر أنَّ الله يزجي} يسوق {سحاباً} إلى حيث يريد {ثمَّ يؤلف بينه} يجمع بين قطع ذلك السَّحاب {ثم يجعله ركاماً} بعضه فوق بعض {فترى الودق} المطر {يخرج من خلاله} فُرَجِه {وينزل من السماء من جبالٍ} في السَّماء {من بَردٍ فيصيب} بذلك البرد {مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سنا برقه} ضوء برق السَّحاب {يذهب بالأبصار} من شدَّة توقُّده
{ألم تر أنَّ الله يسبح له} يصلّي له {من السماوات والأرض} المطيع يُسبِّح له والعاصي يذلُّ أيضاً بخلق الله تعالى إيَّاه على ما يشاء على أنَّ الله بريءٌ من السُّوء {والطير صافات} أجنحتهنَّ في الهواء تسبِّح الله {كلٌّ قد علم صلاته} وهي لبني آدم {وتسبيحه} وهو عامٌّ لغيرهم من الخلق
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 766