اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 764
{الله نور السماوات والأرض} أَيْ: بنوره وهداه يهتدي من في السماوات والأرض ثمَّ ضرب مثلاً لذلك النُّور الذي يقذفه في قلب المؤمن حتى يهتدي به فقال: {مثل نوره كمشكاة} وهي الكوَّة غير النَّافذة والمراد بها ها هنا الذي وسط القنديل كالكوَّة يُوضع فيها الذُّبالة وهو قوله: {فيها مصباح} يعني: السِّراج {المصباح في زجاجة} لأنَّ النُّور في الزُّجاج وضوء النَّار أبين منه في كلِّ شيءٍ {الزجاجة كأنها كوكب} لبياضه وصفائه {دريّ} منسوبٌ إلى أنه كالدر {يوقد} أي: الزُّجاجة والمعنى للمصباح ولكنه حذف المضاف مَنْ قرأ بالياء أراد: يُوقد المصباح {من شجرة} أَيْ: من زيت شجرةٍ {مباركة زيتونة لا شرقية} ليست ممَّا يطلع عليها الشَّمس في وقت شروقها فقط {ولا غربية} أو عند الغروب والمعنى: ليس يسترها عن الشَّمس في وقتٍ من النَّهار شيءٌ فهو أنضر لها وأجود لزيتها {يكاد زيتها يضيء} لصفائه دون السراج وهو قوله: {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ} يعني: نور السراج ونور الزيت ثم قال عزَّ مِنْ قائلٍ: {يهدي الله لنوره مَنْ يشاء} الآية
{ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات} يعني: القرآن {ومثلاً} وخبراً وعبرةً {من الذين خَلَوا} مضوا {من قبلكم} يعني: ما ذكر من قصص القرون الماضية
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 764