اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 736
{وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ}
{وأصحاب مدين وكُذِّب موسى فأمليت للكافرين} أَيْ: أمهلتهم {ثم أخذتهم} عاقبتهم {فكيف كان نكير} إنكاري عليهم ما فعلوا بالعذاب
{فكأين من قرية} وكم من قريةٍ {أهلكناها وهي ظالمة} بالكفر {فهي خاوية} ساقطةٌ {على عروشها} سقوفها {وبئر مُعَطَّلَةٍ} متروكةٍ بموت أهلها {وقصر مشيد} رفيعٍ طويلٍ
{أفلم يسيروا في الأرض} يعني: كفَّار مكَّة {فينظروا} إلى مصارع الأمم المكذبة وهو قوله: {فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يسمعون بها} فيتفكَّروا ويعتبروا ثم ذكر أن الأبصار لا تعمى عن رؤية الآيات ولكن القلوب تعمى فلا يتفكروا ولا يعتبروا
{ويستعجلونك بالعذاب} كانوا يقولون له: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} فقال الله تعالى: {ولن يخلف الله وعده} الذي وعدك من نصرك وإهلاكهم ثمَّ ذكر أنَّ لهم مع عذاب الدُّنيا في الآخرة عذاباً طويلاً وهو قوله تعالى: {وإنَّ يوماً عند ربك} أَيْ: من أيَّام عذابهم {كألف سنة مما تعدون} وذلك أن يوماً من أيَّام الآخرة كألفِ سنةٍ في الدُّنيا ثمَّ ذكر سبحانه أنَّه قد أخذ قوماً بعد الإِمهال فقال: