اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 722
قال تعالى {وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين}
{ألا إنَّ لله ما في السماوات والأرض} عبيداً وملكاً وخلقاً
{وأصلحنا له زوجه} بأن جعلناها ولوداً بعد أن صارت عقيماً {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات} يُبادرون في عمل الطَّاعات {ويدعوننا رغباً} في رحمتنا {ورهباً} من عذابنا {وكانوا لنا خاشعين} عابدين في تواضع
{لا تذرني فرداً} أَيْ: وحيداً لا ولد لي ولا عقب {وأنت خير الوارثين} خير من يبقى بعد من يموت وقوله:
{وذا النون} وذاكر صاحب الحوت وهو يونس عليه السَّلام {إذ ذهب} من بين قومه {مغاضباً} لهم قبل أمرنا له بذلك {فظن أن لن نقدر عليه} أن لن نقضي عليه ما قضينا من حبسه في بطن الحوت {فنادى في الظلمات} ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة اللَّيل {أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظالمين} حيث غاضبت قومي وخرجت من بينهم قبل الإذن
{وذا الكفل} هو رجلٌ من بني إسررئيل تكفَّل بخلافه نبيٍّ في أمته فقام بذلك
{وآتيناه أهله ومثلهم معهم} وهو أنَّ الله تعالى أحيا مَنْ أمات من بنيه وبناته ورزقه مثلهم من الولد {رحمة} نعمةً {من عندنا وذكرى للعابدين} عظةً لهم ليعلموا بذلك كما قدرتنا وقوله:
{اتَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} أَيْ: لا تقولوا إذا دعوتموه: يا محمد كما يقول أحدكم لصاحبه ولكن قولوا: يا رسول الله يا نبيَّ الله {قد يعلم الله الذين يتسللون} يخرجون في خُفيةٍ من بين النَّاس {لواذاً} يستتر بغيره فيخرج مُختفياً {فليحذر الذين يخالفون عن أمره} أَيْ: يخافون أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وينصرمن بغير إذنه {أن تصيبهم فتنة} بلية يظهر نفاقهم {أو يصيبهم عذاب أليم} عاجلٌ في الدُّنيا
{وإذا كانوا معه على أمر جامع} يجمعهم في حربٍ حضرت أو صلاةٍ في جمعةٍ أو تشاورٍ في أمرٍ {لم يذهبوا} لم يتفرقوا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم {حتى يستأذنوه} نزلت في حفر الخندق كان المنافقون ينصرفون بغير امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله:
{وكذلك} وكما نجيناه {ننجي المؤمنين} من كربهم إذا استغاثوا بنا ودعونا وقوله:
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 722