{ولا تعجل بالقرآن} كان إذا نزل جبريل عليه السَّلام بالوحي يقرؤه مع جبريل عليه السَّلام مخافة النِّسيان فأنزل الله سبحانه: {ولا تعجل بالقرآن} أَيْ: بقراءته {مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وحيه} من قبل أن يفرغ جبريل ممَّا يريد من التَّلاوة {وقل رب زدني علماً} بالقرآن وكان كلما نزل عليه شيء من القرآن ازداد به علماً
{ومن يعمل من الصالحات} الطَّاعات لله {وهو مؤمن} مصدِّق بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم {فلا يخاف ظلماً ولا هضماً} لا يخاف أن يزاد في سيئاته ولا ينقص من حسناته
{يعلم ما بين أيديهم} من أمر الآخرة {وما خلفهم} من أمر الدُّنيا وقيل ما قدَّموا وما خلَّفوا من خيرٍ وشرٍّ {ولا يحيطون به علماً} وهم لا يعلمون ذلك
{يومئذ} يوم القيامة {لا تنفع الشفاعة} أحداً {إلاَّ من أذن له الرحمن} في أن يُشفَع له وهم المسلمون الذين رضي الله قولهم لأنَّهم قالوا: لا إله إلا الله وهذا معنى قوله: {وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا}
{يومئذ يتبعون الداعي} الذي يدعوهم إلى موقف القيامة ولا يقدرون ألا يتَّبعوا {وخشعت} سكنت {الأصوات للرحمن فلا تسمع إلاَّ همساً} وطء الأقدام نقلها إلى المحشر
{وكذلك} وهكذا {أنزلناه قرآناً عربياً وصرَّفنا} بيَّنا {فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لهم} القرآن {ذكراً} وموعظة
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 706