اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 679
{فناداها من تحتها أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً} نهر ماءٍ جارٍ وكان تحت الأكمة نهرٌ قد انقطع الماء منه فأرسل الله سبحانه الماء فيه لمريم
{وهزي} وحرِّكي {إليك} إلى نفسك {بجذع النخلة تُسَاقط} النَّخلة {عليك رطباً جنياً} غضَّاً ساعةَ جُني وذلك أنَّ الله تعالى أحيا لها تلك النَّخلة بعد يبسها فأورقت وأثمرت وأرطبت
{فكلي} من الرُّطب {واشربي} من الماء السَّري {وقري عيناً} بولدك {فإمَّا ترينَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} فسألك عن ولدك ولامَك عليه {فقولي إني نذرت للرحمن صوماً} صمتاً أَيْ: قولي له: إني أوجبت على نفسي لله سبحانه أن لا أتكلَّم وذلك أنَّ الله تعالى أراد أن يظهر براءتها من جهة عيسى عليه السَّلام يتكلَّم ببراءة أمِّه وهو في المهد فذلك قوله: {فلن أكلم اليوم إنسياً}
{فأتت به} بعيسى بعد ما طهرت من نفاسها {قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شيئاً فرياً} عظيماً منكراً ولداً من غير أبٍ!
{يا أخت هارون} كان لها أخٌ صالحٌ من جهة أبيها يسمَّى هارون وقيل: هارون رجلٌ صالحٌ كان من أمثل بني إسرائيل فقيل لمريم: يا شبيهته في العفاف {ما كان أبوك} عمران {امْرَأَ سوء} زانٍ {وما كانت أمك} حنَّة {بغياً} زانيةً فمن أين لك هذا الولد من غير زوجٍ؟
{فأشارت} إلى عيس بأن يجعلوا الكلام معه فتعجَّبوا من ذلك وقالوا: {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} يعني: رضيعاً في الحِجْر
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 679