اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 667
{فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حُوْتَهُما} أراد: نسي أحدهما: وهو يوشع ابن نون {فاتخذ سبيله} اتَّخذ الحوت سبيله {في البحر سرباً} ذهاباً والمعنى: سرب سريا والآية على التّقديم والتَّأخير لأنَّ ذهاب الحوت كان قد تقدَّم على النِّسيان
{فلما جاوزا} ذلك المكان الذي ذهب الحوت عنه {قال لفتاه آتنا غداءنا} ما نأكله بالغداة {لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً} عناءً وتعباً ولم يجد النَّصب في جميع سفره حتى جاوز الموضع الذي يريده فقال الفتى:
{أرأيت إذْ أوينا إلى الصخرة} يعني: حيث نزلا {فإني نسيت الحوت} نسيت قصَّة الحوت أن أُحدِّثكها ثمَّ اعتذر بإنساء الشَّيطان إيَّاه لأنَّه لو ذكر ذلك لموسى عليه السَّلام ما جاوز ذلك الموضع وما ناله النَّصب ثمَّ ذكر قصَّته فقال: {واتخذ سبيله في البحر عجباً} أَي: أعجب عجباً أخبر عن تعجُّبه من ذلك فقال موسى عليه السَّلام:
{ذلك ما كنا نبغ} نطلب ونريد من العلامة {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا} رجعا من حيث جاءا {قصصاً} يقصَّان آثارهما حتى انتهيا إلى الصَّخرة التي فعل الحوت عندها ما فعل
{فوجدا عبداً من عبادنا} يعني: الخضر عليه السَّلام {آتيناه رحمة من عندنا} نبوَّة {وعلمناه من لدنا علماً} أعطيناه علماً من علم الغيب وقوله:
{رشداً} أَيْ: علماً ذا رشدٍ والتَّقدير: على أن تعلِّمني علماً ذا رشدٍ مما علمته
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 667