اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 642
{يوم ندعو} يعني: يوم القيامة {كلَّ أناسٍ بأمامهم} بنبيِّهم وهو أن يقال: هاتوا مُتَّبعي إبراهيم عليه السَّلام هاتوا مُتبَّعي موسى عليه السلام هاتوا متبعي محمد عليه السلام فيقول أهل الحقِّ فيأخذون كتبهم بأيمانهم ثمَّ يقال: هاتوا مُتَّبِعي الشَّيطان هاتوا مُتَّبعي رؤساء الضَّلالة وهذا معنى قول ابن عباس: إمام هدى وإمام ضلالة {ولا يظلمون} ولا ينقصون {فتيلاً} من الثَّواب وهي القشرة التي في شقِّ النَّواة
{من كان في هذه أعمى} في الدُّنيا أعمى القلب عمَّا يرى من قدرتي في خلق السَّماء والأرض والشَّمس والقمر وغيرهما {فهو في الآخرة} في أمر الآخرة ممَّا يغيب عنه {أعمى} أشدُّ عمىً {وأضلُّ سبيلاً} وأبعد حجَّةً
{وإن كادوا} الآية نزلت فِي وفد ثقيف أتوا رسول الله صلى الله عليه وقالوا: متِّعنا باللاَّت سنةً وحرِّمْ وادينا كما حرَّمت مكَّة فإنَّا نحبُّ أن تعرف العربُ فضلنا عليهم فإنْ خشيت أن تقول العرب: أعطيتهم ما لم تعطنا فقل: الله أمرني بذلك وأقبلوا يلحُّون على النبي صلى الله عليه وسلم فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وقد همَّ أنْ يعطيهم ذلك فأنزل الله: {وإن كادوا} همُّوا وقاربوا {ليفتنونك} ليستزلُّونك {عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} يعني: القرآن والمعنى: عن حكمه وذلك أنَّ فِي إعطائهم ما سألوا مخالفةً لحكم القرآن {لتفتري علينا غيره} أَيْ: لتختلق علينا أشياء غير ما أوحينا إليك وهو قولهم: قل الله أمرني بذلك {وإذاً} لو فعلت ما أرادوا {لاتخذوك خليلاً}
{ولقد كرَّمنا} فضَّلنا {بني آدم} بالعقل والنُّطق والتَّمييز {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ} على الإِبل والخيل والبغال والحمير {و} في {البحر} على السُّفن {ورزقناهم من الطيبات} الثِّمار والحبوب والمواشي والسَّمن والزُّبد والحلاوى {وَفَضَّلْنَاهُمْ على كثير ممن خلقنا} يعني: البهائم والدَّوابَّ والوحوش
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 642