اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 639
{وإن من قرية} الآية أَيْ: وما من أهل قريةٍ إلاَّ ستهلك إمَّا بموت وإمَّا بعذاب يستأصلهم أمَّا الصَّالحة فبالموت وأمَّا الطَّالحة فبالعذاب {كان ذلك في الكتاب مسطوراً} مكتوباً في اللَّوح المحفوظ
{وما منعنا أن نرسل بالآيات} لمَّا سأل المشركون النبي صلى الله عليه وسلم أن يوسع لهم مكة ويجعل الصَّفا ذهباً أتاه جبريل عليه السَّلام فقال: إن شئت كان ما سألوا ولكنَّهم إن لم يؤمنوا لم يُنظروا وإن شئت استأنيت بهم فأنزل الله تعالى هذه الآية ومعناها: أنَّا لم نرسل بالآيات لئلا يُكذِّب بها هؤلاء كما كذب الذين من قبلهم فيستحقُّوا المعاجلة بالعقوبة {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} آيةً مُضيئةً بيِّنةً {فظلموا بها} جحدوا أنَّها من الله سبحانه {وما نرسل بالآيات} أَي: العبر والدِّلالات {إلاَّ تخويفاً} للعباد لعلَّهم يخافون القادر على ما يشاء
{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} أَيْ: فهم في قبضته وقدرته يمنعك منهم حتى تبلِّغ الرِّسالة ويحول بينك وبينهم أن يقتلوك {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} يعني: ما أُري ليلة أُسري به وكانت رؤيا يقظة {والشجرة الملعونة في القرآن} وهي شجرة الزَّقوم {إلاَّ فتنةً للناس} فكانت الفتنة في الرُّؤيا أنَّ بعضهم ارتدَّ حين أعلمهم بقصَّة الإسراء وازداد الكفَّار تكذيباً وكانت الفتنة في الزَّقوم أنَّهم قالوا: إنَّ محمداً يزعم أنَّ فِي النار شجراً والنَّار تأكل الشَّجر وقالوا: لا نعلم الزَّقوم إلاَّ التَّمر والزُّبد فأنزل الله تعالى في ذلك: {إنا جعلناها فتنة للظالمين} الآيات {ونخوفهم} بالزَّقوم فما يزدادون إلاَّ كبراً وعتوَّاً
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 639