اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 605
{وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم} هذا كان في أيَّام الموسم يأتي الرَّجل مكَّة فيسأل المشركين عمَّا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: أساطير الأولين ويسأل المؤمنين عن ذلك فيقولون: {خيراً} أَيْ: ثواباً لمَنْ آمن بالله ثمَّ فسَّر ذلك الخير فقال: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا في هذه الدنيا حسنة} قالوا: لا إله إلاَّ الله ثوابٌ مضاعف {ولدار الآخرة} وهي الجنَّة {خير} من الدُّنيا وما فيها
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لهم فيها ما يشاؤون كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ}
{الذين تتوفاهم الملائكة طيبين} طاهرين من الشِّرك
{هل ينظرون إلاَّ أن تأتيهم الملائكة} لقبض أرواحهم {أو يأتي أمر ربك} بالقتل والمعنى: هل يكون مدَّة إقامتهم على الكفر إلاَّ مقدار حياتهم إلى أن يموتوا أو يُقتلوا {كذلك فعل الذين من قبلهم} وهو التَّكذيب يعني: كفَّار الأمم الخالية {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ} بتعذيبهم {وَلكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يظلمون} بإقامتهم على الشِّرك
{فأصابهم} هذا مؤخَّر في اللَّفظ ومعناه التَّقديم لأنَّ التَّقدير: كذلك فعل الذين من قبلهم فأصابهم الآية ثمَّ يقول: {وما ظلمهم الله} الآية ومعنى: أصابهم {سيئات ما عملوا} أَيْ: جزاؤها {وحاق} أحاط {بهم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} من العذاب
{فادخلوا أبواب جهنم} الآية وقوله: {فلبئس مثوى} مقام {المتكبرين} عن التَّوحيد وعبادة الله سبحانه
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 605