اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 562
{وكأين} وكم {من آية} دلالةٍ تدلُّ على التَّوحيد {في السماوات والأرض} من الشَّمس والقمر والنُّجوم والجبال وغيرها {يمرُّون عليها} يتجاوزونها غير مُتفكِّرين ولا معتبرين فقال المشركون: فإنَّا نؤمن بالله الذي خلق هذه الأشياء فقال: {وما يؤمن أكثرهم بالله} في إقراره بأنَّ الله خلقه وخلق السماوات والأرض إلاَّ وهو مشركٌ بعبادة الوثن
{قل} لهم {هذه} الطَّريقة التي أنا عليها {سبيلي} سنتي ومنهاجي {أدعو إلى الله} وتمَّ الكلام ثمَّ قال: {على بصيرة أنا} أَيْ: على دينٍ ويقينٍ {ومن اتبعني} يعني: أصحابه وكانوا على أحسن طريقة {وسبحان الله} أَيْ: وقل: سبحان الله تنزيهاً لله تعالى عمَّا أشركوا {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الذين اتَّخذوا مع الله ندا
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إليهم من أهل القرى} يريد: لم نبعث قبلك نبيَّاً إلاَّ رجالاً غير امرأةٍ وكانوا من أهل الأمصار ولم نبعث من باديةٍ وهذا ردٌّ لإِنكارهم نبوَّته يريد: إنَّ الرُّسل من قبلك كانوا على مثل حالك ومَنْ قبلهم من الأمم كانوا على مثل حالهم فأهلكناهم فذلك قوله: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا} إلى مصارع الأمم المُكذِّبة فيعتبروا بهم {وَلَدَارُ الآخِرَةِ} يعني: الجنَّة {خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا} الشِّرك في الدُّنيا {أفلا تعقلون} هذا حتى تُؤمنوا؟ !
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 562