اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 547
{ما تعبدون من دونه} أنتما ومَنْ على مثل حالكما من دون الله {إلاَّ أسماءً} لا معانيَ وراءها {سميتموها أنتم} {إن الحكم إلاَّ لله} ما الفضل بالأمر والنَّهي إلاَّ لله {ذَلِكَ الدِّينُ القيم} المستقيم {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} مل للمطيعين من الثَّواب وللعاصين من العقاب ثمَّ ذكر تأويل رؤياهما بقوله:
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رأسه} فقالا: ما رأينا شيئاً فقال: {قُضِيَ الأمر الذي فيه تستفتيان} يعني: سيقع بكما ما عبَّرت لكما صدقْتُما أم كذبتما
{وقال} يوسف {للذي ظنَّ} علم {إنَّه ناج منهما} وهو السَّاقي: {اذكرني عند ربك} عند الملك صاحبك وقل له: إنَّ في السِّجن غلاماً محبوساً ظلماً {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ ربه} أنسى الشَّيطان يوسف الاستغاثة بربِّه وأوقع في قلبه الاستغاثة بالملك فعوقب بأن {لبث في السجن بضع سنين} سبع سنين فلمَّا دنا فرجه وأراد الله خلاصه رأى الملك رؤيا وهو قوله:
{يا صاحبي السجن} يعني: يا ساكنيه: {أأرباب متفرِّقون} يعني: الأصنام {خَيْرٌ} أعظم في صفة المدح {أَمِ اللَّهُ الواحد القهار} الذي يقهر كلَّ شيءٍ
{مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شيء} يريد: إن الله سبحانه عصمنا من أن نشرك به {ذَلِكَ مِنْ فضل الله علينا} أَيْ: اتِّباعنا للإيمان يتوفيق الله تعالى وتفضُّله علينا {وعلى الناس} وعلى مَنْ عصمه الله من الشِّرك حتى اتَّبع دينه {ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون} نعمة الله بتوحيده والإِيمان برسله ثمَّ دعاهما إلى الإِيمان فقال:
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 547