اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 527
{قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز} وكانت بنت تسع وتسعين سنةً {وهذا بعلي شيخاً} وكان ابن مائة سنة واثنتي عشرة سنة {إنَّ هذا} الذي تذكرون من ولادتي على كبر سنِّي وسنِّ بعلي {لشيء عجيب} معجب
{قالوا أتعجبين من أمر الله} قضاء الله وقدره {رحمة الله وبركاته عليكم أَهْلَ الْبَيْتِ} يعني: بيت إبراهيم عليه السَّلام فكان من تلك البركات أنَّ الأسباط وجميع الأنبياء كانوا من إبراهيم وسارة وكان هذا دعاءً من الملائكة لهم وقوله: {إنّه حميدٌ} أي: محمود {مجيد} كريمٌ
{فلما ذهب عن إبراهيم الروع} الفزع {وجاءته البشرى} بالولد {يجادلنا} أَيْ: أقبل وأخذ يجادل رسلنا {في قوم لوط} وذلك أنَّهم لما قالوا لإِبراهيم عليه السلام: {إنا مهلكوا أهلِ هذه القرية} قال لهم: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكونهم؟ قالوا: لا قال: فأربعون؟ قالوا: لا فما زال ينقص حتى قال: فواحدٌ؟ قالوا: لا فاحتجَّ عليهم بلوط و {قَالَ: إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا: نَحْنُ أَعْلَمُ} الآية فهذا معنى جداله وعند ذلك قالت الملائكة:
{وامرأته} سارة {قائمة} وراء السِّتر تتسمَّع إلى الرُّسل {فضحكت} سرورا بالأمن قالوا: {إنا أرسلنا إلى قوم لوط} وذلك أنَّها خافت كما خاف إبراهيم عليه السَّلام فقيل لها: يا أيتها الضَّاحكة ستلدين غلاماً فذلك قوله: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق} أَيْ: بعده {يعقوب} عليهما السَّلام وذلك أنَّهم بشَّروها بأنَّها تعيش إلى أن ترى ولد ولدها
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 527