اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 514
{وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} إلى أجلٍ وحينٍ معلومٍ {ليقولَّن ما يحبسه} ما يحبس العذاب عنا؟ تكذيباً واستهزاء فقال الله تعالى: {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عنهم} إذا أخذتهم سيوف المسلمين لم تغمد عنهم حتى يُباد الكفر وتعلوَ كلمة الإِخلاص {وحاق} نزل وأحاط {بهم} جزاء {ما كانوا به يستهزئون} وهو العذاب والقتل
{ولئن أذقنا الإِنسان} يعني: الوليد بن مغيرة {منَّا رحمة} رزقاً {ثمَّ نزعناها منه إنه ليؤوس} مُؤْيَسٌ قانطٌ {كَفُور} كافرٌ بالنِّعمة يريد: إنَّه لجهله بسعة رحمة الله يستشعر القنوط واليأس عند نزول الشِّدَّة
{ولئن أذقناه نعماء} الآية معناه: إنَّه يبطر فينسى حال الشِّدَّة ويترك حمد الله ما صرف عنه وهو قوله: {ليقولنَّ ذهب السيئات عني} فارقني الضُّرُّ والفقر {إنه لفرحٌ فخورٌ} يُفاخر المؤمنين بما وسَّعَ الله عليه ثمَّ ذكر المؤمنين فقال:
{إلاَّ الذين صبروا} والمعنى: لكن الذبن صبروا على الشِّدَّة والمكاره {وعملوا الصالحات} في السَّراء والضراء
{فلعلك تاركٌ} الآية قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتنا بكتابٍ ليس فيه سبُّ آلهتنا حتى نتَّبعك وقال بعضهم: هلاَّ اُنزل عليك مَلَكٌ يشهد لك بالنُّبوَّة والصِّدق أو تُعطى كنزاً تستغني به أنت وأتباعك فهمَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يدع سبَّ آلهتهم فأنزل الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} أَيْ: لعظيم ما يرد على قابك من تخليطهم تتوهَّم أنَّهم يُزيلونك عن بعض ما أنت عليه من أمر ربِّك {وَضَائِقٌ به صدرك أن يقولوا} أَيْ: ضائق صدرك بأن يقولوا {لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ} عليك أن تنذرهم وليس أن تأتيهم بما يقترحون {والله على كل شيء وكيل} حافظٌ لكلِّ شيءٍ
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 514