اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 510
{ثمَّ ننجي رسلنا والذين آمنوا} هذا إخبارٌ عن ما كان الله سبحانه يفعل في الأمم الماضية من إنجاء الرُّسل والمُصدِّقين لهم عما يعذِّب به مَنْ كفر {كذلك} أَيْ: مثل هذا الإِنجاء {ننج المؤمنين} بمحمد صلى الله عليه وسلم من عذابي
{قل يا أيها الناس} يريد: أهل مكَّة {إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ من ديني} الذي جئت به {فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله} أي: بشكِّكم في ديني لا أعبد غير الله {ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم} يأخذ أرواحكم وفي هذا تهديدٌ لهم لأنَّ وفاة المشركين ميعاد عذابهم وقوله:
{وأن أقم وجهك للدين حنيفاً} استقم بإقبالك على ما أُمرت به بوجهك
{وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا ينفعك ولا يضرُّك} أَيْ: شيئاً ما لأنَّه لا يتحقق النَّفع والضَّرُّ إلاَّ من الله فكأنَّه قال: ولا تدع من دون الله شيئا
{وإن يمسسك الله بضر} بمرضٍ وفقرٍ {فلا كاشف له} لا مزيل له {إلاَّ هو} {وإن يردك بخيرٍ} يرد بك الخير {فلا رادَّ لفضله} لا مانع لما تفضَّل به عليك من رخاءٍ ونعمةٍ {يُصِيبُ بِهِ} بكلَّ واحدٍ ممَّا ذُكر {من يشاء من عباده}
{قل يا أيها النَّاسُ} يعني: أهل مكَّة {قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ} القرآن {من ربكم} وفيه البيان والشِّفاء {فمن اهتدى} من الضَّلالة {فإنما يهتدي لنفسه} يريد: مَنْ صدَّق محمَّداً عليه السَّلام فإنَّما يحتاط لنفسه {ومَنْ ضلَّ} بتكذيبه {فإنما يضلُّ عليها} إنَّما يكون وبال ضلاله على نفسه {وَمَا أنا عليكم بوكيلٍ} بحفيظٍ من الهلاك حتى لا تهلكوا
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 510