اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 496
{قل من يرزقكم من السماء والأرض} مَنْ يُنزِّل من السماء المكر ويُخرج النَّبات من الأرض؟ {أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ والأبصار} مَنْ جعلها وخلقها لكم؟ على معنى: مَنْ يملك خلقها {ومن يخرج الحيَّ من الميت} المؤمن من الكافر والنَّبات من الأرض والإِنسان من النُّطفة وعلى الضدِّ من ذلك {وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الحيِّ ومَنْ يدبر} أمر الدُّنيا والآخرة {فَسَيَقُولُونَ الله} أَي: الله الذي يفعل هذه الأشياء فإذا أقرُّوا بعد الاحتجاج عليهم {فقل أفلا تتقون} أفلا تخافون الله فلا تشركوا به شيئاً
{هنالك} في ذلك الوقت {تَبْلُو} تختبر {كُلُّ نَفْسٍ ما أسلفت} جزاء ما قدَّمَتْ من خيرٍ أو شرٍّ {ورُدُّوا إلى الله مولاهم الحق} أَي: الذي يملك تولِّي أمرهم ويجازيهم بالحقِّ {وضلَّ عنهم} زال وبطل {مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} في الدُّنيا من التَّكذيب
{والذين كسبوا السيئات} عملوا الشِّرك {جزاء سيئة} أَيْ: فلهم جزاء سيئةٍ {بمثلها وترهقهم ذلة} يُصيبهم ذلٌّ وخزيٌ وهوانٌ {ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ} من عذاب الله {من عاصم} من مانعٍ يمنعهم {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ} أُلبست {وُجُوهُهُمْ قطعاً} طائفةً {من الليل} وهو مظلم
{فكفى بالله شهيداً} الآية هذا من كلام الشُّركاء قالوا: شهد الله على علمه فينا ما {كنا عن عبادتكم} إلاَّ غافلين لأنَّا كنَّا جماداً لم يكن فينا روحٌ
{ويوم نحشرهم جميعاً} نجمعهم جميعاً: الكفَّارَ وآلهتَهم {ثمَّ نقول للذين أشركوا مكانكم} قفوا والزموا مكانكم {أنتم وشركاؤكم فزيلنا} فرَّقنا وميَّزنا {بينهم} بين المشركين وبين شركائهم وانقطع ما كان بينهم من التَّواصل في الدُّنيا {وقال شركاؤهم} وهي الأوثان: {ما كنتم إيانا تعبدون} أنكروا عبادتهم وقالوا: ما كنَّا نشعر بأنَّكم إيَّانا تعبدون والله يُنطقها بهذا
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 496