اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 492
{ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ} يعني: أهل مكَّة {لننظر كيف تعملون} لنختبر أعمالكم
{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ} إنْ لم يعبدوه {وَلا يَنْفَعُهُمْ} إن عبدوه {ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} في إصلاح معاشهم في الدُّنيا لأنَّهم لا يقرُّون بالبعث {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يعلم في السماوات ولا في الأرض} أتخبرون الله أنَّ له شريكاً ولا يعلم الله سبحانه لنفسه شريكا في السماوات ولا في الأرض ثمَّ نزَّه نفسه عمَّا افتروه فقال: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} لا أحد أظلم ممَّن يظلم ظلم الكفر أَيْ: إني لم أفتر على الله ولم أكذب عليه وأنتم فعلتم ذلك حيث زعمتم أنَّ معه شريكاً {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ} لا يسعد مَنْ كذَّب أنبياء الله
{وإذا تتلى عليهم} على هؤلاء المشركين {آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} لا يخافون البعث: {ائت بقرآن غير هذا} ليس فيه عيب آلهتنا {أو بدَّله} تكلَّمْ به من ذات نفسك فبدِّل منه ما نكرهه {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تلقاء نفسي} ما ينبغي لي أَنْ أغيِّره من قبل نَفْسِي {إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ} ما أُخبركم إلاَّ ما أخبرني الله به أَي: الذي أتيتُ به من عند الله لا من عندي نفسي فأبدِّله
{قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ} ما قرأتُ عليكم القرآن {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ} ولا أعلمكم الله بِهِ {فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ} أقمتُ فيكم أربعين سنةً لا أُحدِّثكم شيئاً {أفلا تعقلون} أنَّه ليس من قبلي
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 492