اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 466
{ولو أرادوا الخروج لأعدُّوا له عدَّة} من الزَّاد والركوب لأنَّهم كانوا مياسير {ولكن كره الله انبعاثهم} لم يرد خروجهم معك {فثبطهم} فخذلهم وكسَّلهم {وقيل اقعدوا} وحياً إلى قلوبهم يعني: إنَّ الله ألهمهم أسباب الخذلان {مع القاعدين} الزَّمنى وأولي الضَّرر ثمَّ بّيَّنَ لِمَ كره خروجهم فقال:
{لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا} يقول: لو خرجوا لأفسدوا عليكم أمركم {ولأوضعوا خلالكم} لأسرعوا بالنَّميمة في إفساد ذاتِ بينكم {يبغونكم الفتنة} يُثبِّطونكم ويفرِّقون كلمتكم حتى تنازعوا فتفتتنوا {وفيكم سماعون لهم} مَنْ يسمع كلامهم ويطيعهم ولو صحبهم هؤلاء المنافقون أفسدوهم عليكم {والله عليم بالظالمين} المنافقين
{لقد ابتغوا الفتنة من قبل} طلبوا لك الشَّرَّ والعنتَ قبل تبوك وهو أنَّ جماعةً منهم أرادوا الفتك به ليلة العقبة {وقلَّبوا لك الأمور} اجتهدوا في الحيلة عليك والكيد بك {حتى جاء الحق} الآية أَيْ: حتى أخزاهم الله بإظهار الحقِّ وإعزاز الدِّين على كُرهٍ منهم
{إنما يستأذنك} في التَّخلُّف {الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قلوبهم} شكُّوا في دينهم {فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} في شكِّهم يتمادون
اسم الکتاب : الوجيز المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 466